في أكثر من مرة يزور فيها الإعلامي المصري، أسعد طه، المغرب إلا وتثار قضية لقاءه التاريخي بالملك محمد السّادس، قبل سنوات خلال تصويره للحلقة الأخيرة من برنامجه الشهير "نقطة ساخنة" على قناة الجزيرة القطرية، فيما ظل الرجل، الذي اشتغل لفترة طويلة مُراسلاّ صحافيا ومقدما لأشهر البرامج في العالم العربي، يردد أن المغرب "مظلوم مشرقيّا" لأن صورته الحقيقة لم تُسوَّق بما هو مطلوب لأهل المشرق. جريدة "هسبريس" الالكترونية، استضافت أسعد طه داخل مقرها بالرباط، ك"ضيف هسبريس"، في لقاء مفتوح أثار عبره صحافيو الجريدة عددا من القضايا التي تتصل بصاحب "يحكى أن" و"نقطة ساخنة"، خاصة وأنّ تردده على المغرب منحه تجربة إعلامية مختلفة ومتنوعة، وهي الفرصة التي كانت سانحة ليحكي أسعد طه عن تجربته الإعلامية الطويلة داخل قناة "الجزيرة" القطرية. لقاء مع الملك كشف أسعد طه، الذي يملك شركة إنتاج للوثائقي بدبي، أنّ زياراته الأولى للمغرب كانت تتسم بالمشاكل في عهد وزير الداخلية الأسبق، الراحل ادريس البصري، مشيرا إلى أنها بلغت حد التوتر بين المغرب وقطر نتيجة برامجه التي تبث على القناة حول المغرب، مشيرا إلى أن لقاءه الأخير مع الملك محمد السادس، جاءت كنوع من لفتة ظريفة من العاهل المغربي اتجاه الإعلام في سياق الإعداد لربورتاج أو فيلم قصير عن يوميات الملك. ويوضح طه أن فريق البرنامج قطع أشواطاً في الإعداد والتصوير "لكن تعثر المشروع في النهاية.. ولم نبلغ بأي مبرر ولم يصرح لنا لاستكمال التصوير"، فيما يرى من وجهة نظره أن هذا التعثر يعود لتضارب المواقف بين تصورين من داخل المؤسسة الملكية "توجّه يريد تقديم صورة الملك الشاب والعصري وبالتالي صورة عن مغرب جديد"، و"توجه أخرى يرى في الأمر مساساً بالصورة التقليدية للملك". وحول مدى تفكيره في محاولة أخرى لتصوير يوميات الملك المغربي، قال أسعد طه "عندما نشرت فيديو استقبالي من طرف العاهل المغربي كنت آمل في ذلك وحاولت الطرق خفيفا على الباب لفتحه"، مضيفا أن خطوته تلك تبقى "لأني أحب المغرب وأرى أنه وباقي المنطقة المغاربية مظلوم مشارقيا على المستى الإعلامي، ونسعى لأي فرصة تقدم صورة للبلد". صورة المغرب والإسلاميّين يقر أسعد طه وهو يتحدث عن المغاربة بأن المغرب لم يحسن الدعاية لنفسه في العالم، "لديكم ثروات بشرية هائلة وتجارب رائعة"، مضيفا أن أبرز ما تحقق في المغرب قبل سنوات، ويستحق معه لدعاية إعلامية مطلوبة، هو الاستقرار "رغم كل الظروف، استطاع المغرب أن يحفظ الاستقرار وبالرغم أن الإسلاميين هم من في الحكم"، فيما أشاد بتجربة "العدالة والتنمية" قائلا "التجربة حافظت على الاستقرار رغم ما بها من سلبيات ورغم أنها قد لا ترضي بعض الاتجاهات التي ترى أن الإسلاميين قد تنازلوا للمؤسسة الملكية". وأردف أسعد أن هذه المَلكية اكتشفت أن الصورة السلبية السائدة عن الإسلاميين "مبالغ فيها" موضحا "لقد اتضحت الرؤيا والأمر واضح من خلال التجربة الحالية"، مضيفا أن الحكم الأخير على هذه الأخيرة يعود للمغاربة "الانتخابات القادمة ستتيح الفرصة للمواطن للحكم عليها حين يذهب ويدلي بصوته بكل هدوء". تجربة الجزيرة ونفى أسعد طه حصول حالة توتر بينه وبين قناة الجزيرة التي اشتغل ضمنها لثمانية عشر سنة، "ليس هناك أي انقطاع بيني وبين الجزيرة، وما زلت أعمل معهم كشركة تنتج برامج خاصة على قناة الجزيرة الوثائقية"، مردفا أن توقيف برنامج "يحكى أن" راجع لقرار إدارة القناة "قرروا ألا يتجدد لاحقا وظلت الامور غير واضحة"، أما برنامج "نقطة ساخنة" فكان السبب في توقفه راجعا ل"اختلافات في الرؤية"، على حد تعبيره. "بعد أن خرجت من القناة، توقع العديد أني سألجأ إلى تسويق صورة سلبية عن القناة.. لكني فضلت الانسحاب في هدوء لأني وجدت أراء مختلفة حول العمل"، يقول أسعد طه، الذي أكد أنه ما يزال يحتفظ بعلاقات طيبة مع إدارة وصحافيي "الجزيرة". ورغم الشعبية التي ما زالت تتمتع بها القناة القطرية، فإن الإعلامي المصري المقيم حاليا بدبي، يرى أنها تعثرت في مرحلة ما بعد الربيع العربي، "كنا متحمسين للدور الذي قدمته القناة حين تغطيتها لثورتي مصر وتونس.. لكنها وقعت بعد ذلك في مبالغات وتجاوزات"، مستدركاً بقوله إن المؤسسة الإعلامية واسعة الانتشار في العالم العربي "بدأت تستعيد أخيرا توازنها وتدرك أخطائها السابقة".