شوكيا ريتبروك sjoukje rietbroek، صحافية هولندية تقيم في الرباط منذ نونبر 2013، تعمل كصحافية حرة "freelancer"، ومتعاونة مع العديد من المنابر الإعلامية الهولندية، NOS ، NTR ،Trouw، بالإضافة إلى وكالة الأخبار الهولندية ANP . وقالت الصحفية الهولندية، في حوار مع موقعي de buitenland redactie وmedia redactie ، إن "المغرب بلد جميل وآمن، لكن إمكانية الخطر فيه تظل قائمة"، مبرزة أن "كل صحفي أجنبي هو شخص مرصود من طرف الأجهزة الأمنية بالمملكة". لماذا اخترت العمل مراسلة من المغرب؟ تعلق قلبي به كثيرا ، وذلك راجع للزيارات المتكررة التي قمت بها إلى المغرب، إنه بلد جميل متميز، ومثير للاهتمام وذو أوجه متعددة. كان هناك شعور منذ زمن بعيد أن مكاني في المغرب، لذلك عندما أتيحت لي فرصة العمل مع صحيفة محلية، وقع علي الاختيار للعمل كمراسلة من المغرب، كانت فرصتي.. لم أتردد وقبلت العرض. هل هناك عقبات أو صعوبات تعترض عملك كصحافية في المغرب؟ الأمور جد معقدة وضبابية، ومن الصعب اتخاذ موقف معين من الأحداث. المعتقد، السياسة القمع، ونقص التعليم، هذه العوامل تؤثر في طريقة تفكير المغاربة، واتخاذ الإجراءات المناسبة في مجالات شتى. غالبية الناس لا تظهر الجزء الخلفي من ألسنتها، تشعر كأن هناك جو يوحي بعدم الثقة من الصحفيين، أما بالنسبة للإدارات والوزارات المعنية، فالطريق غير سالك، هناك صعوبة في التواصل معهم، كل ذلك لم يمنعني من بناء شبكة علاقات عامة، هناك دائما شخص يمكن أن يضعني على اتصال مع شخص ما، هذا بالضبط ما تحتاج إليه في عملك. وكذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أن كل صحفي أجنبي هو شخص مرصود من طرف الأجهزة الأمنية، يجب أن لا ينتابك شعور بالدهشة إن اكتشفت نفسك أنك تحت المراقبة والتنصت. في البداية وجدت صعوبة في التعامل والتأقلم مع هذا الوضع، ما جعلني أكثر حذرا عند إجراء المقابلات، ماذا لو قلت شيئا لا يناسبهم؟ في الأخير أنا هنا فقط لأؤدي وظيفتي. وما تقريرك المفضل؟ تقريري المفضل كان حول زراعة "الكيف" في منطقة "كتامة..تلقيت تحذيرات عدة، كان من الصعب الوصول إلى تلك المنطقة، حتى بالنسبة للمغاربة، باعتبار أن "كتامة" هي منطقة نفوذ أباطرة المخدرات والتهريب. لكن رغم كل هذه العوامل، تم استقبالي بحفاوة وترحاب لم يسبق له مثيل، مع حصولي على دجاجة في طريق عودتي إلى المنزل. وأنا فخورة أيضا عندما سمعت أن تقريري حول مشاريع القوانين ضد التطبيع مع إسرائيل تمت مناقشته في البرلمان الهولندي. هل تشعرين أنك تعملين في منطقة محفوفة بالمخاطر؟ منذ مدة ، أردت القيام بتقرير حول مجموعة من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، والذين قطعوا آلاف الأميال مشيا للوصول إلى المغرب، اعتقدت أنه موضوع جيد ويستحق الاهتمام، ولم يكن يخطر ببالي أنهم سيتحرشون بي، بعدها أدركت ما كنت أفعله، والخطير في الأمر أنه ما من أحد كان يعرف أين كنت، ومتى ذهبت. في الواقع المغرب بلد آمن لا يوجد فيه اختطاف، لكن إمكانية الخطر تظل قائمة. كذلك حرية الصحافة والتعبير جد محدودة ومقيدة، يجب عليك أخذ الحذر في كل ما تنشره، لذلك وجب عليك التفكير جيدا في كل ما تريد قوله وفعله. بالإضافة إلى ذلك، فحوالي 1500 جهادي مغربي يقاتلون في سوريا، الغالبية منهم تقاتل مع"داعش" مما يوحي أن هناك بيئة مناصرة "للدولة الإسلامية" في المغرب، فخريطة داعش تضم كذلك أجزاء من المغرب، إذن هناك تهديدات وإن لم تكن مرئية، لذلك أعتقد أنه في الوقت الحالي يمكنني العمل بشكل عاد، أما مسألة الرحيل فهي مؤجلة على الأقل في الوقت الراهن. ماهي نصيحتك للصحفيين الذين يرغبون أن يصبحوا مراسلين؟ تأكد من أنك تفعل أكثر من مجرد الكتابة، إعداد تقارير للتلفزة أو الراديو، تنمية القدرات الشخصية والعملية مما يمكنك من إعطاء انطباع إيجابي دائم مع عملائك، قم ببناء شبكة علاقات عامة، أصحاب المطاعم، ناشطون، سياسيون، أساتذة الجامعات، والهولنديون المقيمون، قد يساعدونك في إجراء اتصالات مهمة.