من سخف الأوروبيين أنهم يتوهمون الغباء في غيرهم خصوصا في دول ما يسمى العالم الثالث ،وهو تصنيف يسوقه الأوروبيون والغربيون عموما لتكريس عقدة التخلف والتبعية لدى غيرهم من الأمم خصوصا العربية والإسلامية . لقد تناسى الأوروبيون والغربيون يوم فاز الإسلاميون في انتخابات الجزائر ضد حزب جنرالات فرنسا ، وكانت انتخابات نزيهة عبرت عن إرادة الشعب الجزائري في حكم نفسه بنفسه على أساس قيم الدين الإسلامي السامية. ووقع الانقلاب على هذه التجربة الديمقراطية الرائدة من طرف جنرالات فرنسا ، وسكتت فرنسا ، وسكتت أوروبا معها وسكت الغرب برمته عن مصادرة الجنرالات لنتائج الانتخابات بل استحسن الجميع الانقلاب ضد الإسلاميين . وتمت صناعة المخطط الإجرامي الذي نفذ تحت إشراف المخابرات الغربية الفرنسية والأمريكية وجندت عصابات الإجرام لتشويه الإسلاميين في الجزائر ، والتي ارتكبت الفظائع ونسبتها لهؤلاء الإسلاميين ، ولا زال العالم يذكر كيف كانت هذه العصابات تذبح الأبرياء من أبناء الشعب الجزائري ، وتمتطي السيارات التي تعود بها إلى الثكنات العسكرية بشهادات شهود عيان. واليوم تطالب فرنسا والدول الأوروبية النظام في دولة ساحل العاج بترك السلطة ، والتراجع عن الانقلاب العسكري بعد فشل هذا النظام في الانتخابات. والسؤال الذي يواجه فرنسا وهي رأس الحية القاتل لماذا يا فرنسا يا بلاد الحرية والإخاء والمساواة وبلاد نموذج الديمقراطية التي تسوق لما يسمى دول العالم الثالث لم تطالبي الجنرالات الجزائريين بالتراجع عن الانقلاب ضد الانتخابات التي فاز بها الإسلاميون ؟ لماذا هذه الازدواجية في المكيال ؟ ولماذا أيها الغرب الذي لا يتوقف عن تلقين ما يسمى دول العالم الثالث خصوصا العربية والإسلامية دروسا في الديمقراطية لم تنقذ الديمقراطية في الجزائر ؟ لقد كان من مصلحة فرنسا وباقي الدول الأوروبية ألا تقوم جنوب قارتهم ديمقراطية إسلامية لهذا فضلوا جنرالات الإجرام العلمانيين على هذه الديمقراطية التي كان بإمكانها أن تقف ندة لديمقراطيتهم العلمانية النافقة . إن فرنسا والدول الأوربية والولايات المتحدة تحاول استغفال الدول العربية والإسلامية عندما تحاول اليوم التباكي على نتائج الانتخابات في دولة ساحل العاج في حين سكتت سكوت الشيطان الأخرس عندما تعلق الأمر بانتخابات الجزائر التي فاز فيها الإسلاميون . لم تنس الشعوب العربية والإسلامية موقف فرنسا وباقي الدول الغربية يوم فاز الإسلاميون في الجزائر، ولن تنسى أبدا تدخل الغرب اليوم من أجل انتخابات دولة ساحل العاج ، ولن تنسى ازدواجية المكيال ، ولن تنسى سقوط الأقنعة. فما من شك في أن مصلحة فرنسا والدول الأوروبية في من نجح في دولة ساحل العاج كما كانت مصلحتهم في جنرالات الجزائر الذين انقلبوا على نتائج الانتخابات لخدمة مصالح الدول الأوروبية ، واستنزاف خيرات الشعب الجزائري ، والحيلولة دون قيام اتحاد المغرب العربي الكبير من خلال احتضان عصابات البوليساريو الإجرامية وهي ورقة استعمارية للنيل من وحدة المغرب ومن قيامه كدولة قوية جنوب القارة الأوروبية ، وللضغط المستمر عليه بهذه الورقة من أجل استغلاله وفرض الوصاية عليه ، وتسخيره من أجل المصالح الغربية . لقد سقطت الأقنعة وانكشفت المؤامرة بين إسبانيا وجنرالات الجزائر من أجل تحقيق مشروع إضعاف المغرب ، وإحباط مشروع المغرب العربي الكبير الذي تحسب له أوروبا ألف حساب . فبقيام مشروع المغرب العربي الكبير سينصرف الجنرالات إلى حال سبيلهم ، وستعود ثروات البترول والغاز إلى شعوب المغرب العربي عوض أن تسوق بأبخس الأسعار للدول الأوروبية التي تصنع رفاهيتها على حساب شعوب المغرب العربي التي تعتبرها مجرد شعوب متسولة تركب قوارب الموت من أجل لقمة العيش المدنسة في قمامات أوروبا القذرة . لقد كشفت الأزمة الاقتصادية القناع عن زيف الرفاهية الأوروبية التي صنعت بالخيرات المغصوبة خلال فترات احتلال دول المغرب العربي والدول الإفريقية. إن الأزمة الاقتصادية أخرجت الدول الأوربية عن صوابها وجعلتها تفكر من جديد في معاودة احتلال المستعمرات السابقة لهذا تحاول إسبانيا عن طريق حزب الشعب الفاشي أن تحشر أنفها في قضية مغربية وتسخر جنرالات الجزائر الذين يحركون العصابات الإجرامية من أجل إيجاد الذرائع للعودة إلى الصحراء المغربية بدعوى حماية ما يسمى الشعب الصحراوي والحقيقة هي الرغبة في الوصول إلى غاز وبترول الجزائر وما تحت أرض الصحراء المغربية لمواجهة أزمة يتحدث الخبراء عن احتمال استمرارها لأكثر من عقد من السنين أو أكثر والتي من المحتمل أن تضع حدا لبعض الكيانات الغربية . والملاحظ أن الغرب له حساسية مفرطة ضد كل كيان يمت بصلة إلى عقيدة الإسلام لهذا فهو يتحالف مع كل نظام يخدم حساسيته هذه . أين كان الغرب الذي أرسل اليوم رئيس جنوب إفريقيا كسمسار إلى دولة ساحل العاج للدفاع عن الديمقراطية يوم ذبحت الديمقراطية في الجزائر ؟ أين كان السماسرة ؟ مرة أخرى أكرر ما قلته في مقال سابق ليس المغرب هو السودان ، ولن يتردد المغرب في وضع حد لأطماع الطامعين ، ولن يسكت المغرب عن سياسة أوروبا والغرب التي تكيل بمكيالين لضمان مصالحها في دول ما تسميه دول العالم الثالث .