تمكّنت وحدة من الشرطة الوطنية الإسبانية المكلّفة بمكافحة تنظيمات الهجرة السرية وتزوير الوثائق، من تفكيك شبكة دولية تقوم بتهجير المهاجرين السوريين، وتتوفر على بنية تنظيمية سواء بمدينة سبتةالمحتلة أو بمدينة الفنيدق. وأعلنت القيادة العليا للشرطة الإسبانية الأربعاء، أنّه بعد ثلاثة أشهر من التّحرّيات، اعتُقل أحد زعماء العصابة، وهو مواطن سوري يحظى مقيم بمدريد، حيث أُدخِل السّجن بتهمة الاتّجار بالبشر والتزوير. وفي السياق نفسه، مثل أمام القضاء مواطن سوري آخر، اعتقل أثناء محاولته العبور إلى الجزيرة الخضراء، وكان يحمل تصريحا مزورا بالإقامة في إسبانيا. وكانت شبكة تهريب البشر المفككة، تعمل على تسهيل وصول المواطنين السوريين إلى مدينة سبتة عبر المغرب، تمهيدا لدخولهم إلى إسبانيا مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين ألف أورو للولوج سبتة، و4.000 أورو للوصول إلى الجزيرة الخضراء. وكانت الشبكة تقدّم وثائق مزورة تعود في الأصل لمغاربة إلى المهاجرين السوريين، مستغلّة الشبه الفيزيولوجي، بغية التّخلّص من مراقبة عناصر شرطة الحدود بتارّاخال، وعندما يشتد الخناق من طرف الشرطة المغربية، تعمد شبكة التهريب إلى استعمال قوارب الصّيد كوسيلة للعبور إلى مدينة سبتة، وأثناء عملية عبور مضيق جبل طارق كانت العصابة تقدم وثائق "مزوّرة" للمهاجرين، تخوّل لهم الدّخول إلى الاتّحاد الأوروبي. وقام أفراد الشرطة التابعين لوحدات مراقبة ميناء سبتة باعتقال ستة مواطنين سوريين، في المحطة البحرية بالمدينة، أثناء محاولتهم الدخول إلى إسبانيا مستعملين جوازات سفر أوروبية. وقد أكدت الأبحاث اللاحقة أن العصابة كانت تنشط في عدّة دول، وكانت تربط الاتّصال بمواطنين سوريين بهدف مساعدتهم على الدخول إلى المغرب، حيث كان رئيس العصابة السوري المقيم بإسبانيا وباقي أفراد العصابة يُعدّون لإيصالهم إلى الجارة الشمالية للمغرب.