أقدمت جريدة "الشروق" الجزائرية، المقربة من دوائر النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية، على توقيف نشر وثائق سمتها بالسرية والخطيرة، والتي زعمت في أعدادها الأخيرة أنها مُسربة من جهاز المخابرات المغربية، المعروف باسم "المديرية العامة للدراسات والمستندات". ويبدو أن الصحيفة الجزائرية، التي تنهج خطا تحريريا معاديا لمصالح المغرب، قد استفاقت من غفلتها بعد أن علمت بالورطة التي وقعت فيها، بعد نشر مقالات تجزم بأن الوثائق التي نشرتها تباعا، وعددها وثيقتان من بين 15 وثيقة قالت إنها بحوزتها، غير أنها علمت متأخرة بأنها وثائق مزورة. واحتفت ذات الجريدة بما رأته "سبقا صحفيا" غير مسبوق، يتمثل في بث وثائق تكشف ما قالت إنه "تورط للسلطات المغربية في دعم الإرهاب، من خلال مراسلة منسوبة إلى "المخابرات الخارجية المغربية"، تكشف التنسيق بين الرباط وجماعات إرهابية، تم على الأراضي الموريتانية، بهدف القيام بعمليات تخريبية داخل الجزائر". وفي هذا الصدد، يكشف صحفي سابق بالجريدة الجزائرية، طلب دعم ذكر اسمه، أن هذا المنشور أوقف الوثائق التي زودها بها هشام بوشتي، العنصر السابق بجهاز القوات المساعدة، والحاصل على اللجوء السياسي في بلجيكا، بعدما أخبرتها المخابرات الجزائرية بأنها مزوّرة. وأوضح الصحفي الجزائري الذي اتصل بهسبريس بأن بوشتي زور تلك الوثائق مقابل مبالغ مالية تقدر ب5 آلاف يورو، حيث تبين لجريدة "الشروق" من مصادر استخباراتية جزائرية بأن بوشتي تلاعب بها من أجل مقابل مادي فقط، لهذا نشرت وثيقتين قبل أن تقرر وقف نشر ما تبقى لها من وثائق قال صاحبها إنها مسربة. وتبعا للمصدر ذاته، فإن اللاجئ المغربي حاول أن يتواصل مع صحف أخرى جزائرية، لتنشر له وثائقه، غير أنها رفضتها جميعا، لأن المخابرات الجزائرية عممت أمرا بالتوقف عن نشر تلك الوثائق المزيفة"، مضيفا أن ما وقع يعد "أكبر فضيحة وقعت فيها صحيفة "الشروق". وبالنسبة لأنور مالك، واسمه الحقيقي نوار عبد المالك، وهو كاتب إعلامي، وضابط جزائري سابق، فقد حصل على هذه الوثائق من بوشتي، وحولها إلى "الشروق "، طالبا عدم ذكر اسمه، ولكن الصحيفة نشرت محتوى الوثائق تحت توقيعه،مما أشعل نار الخصومة بين الطرفين. وكان بوشتي قد أقر أخيرا، في تدوينة فايسبوكية، أنه صاحب الوثائق التي تروجها أجهزة المخابرات في الجزائر، باعتبارها تكشف "تورط السلطات المغربية في دعم الإرهاب في المنطقة المغاربية، كاشفا أنه وراء "المقلب" الذي سقط فيه الجزائريون بنشره في الصحيفة المقربة من جنرالات الجزائر.