لم يكن نزلاء المركب الاجتماعي التربوي الرياضي بمدينة أزرو بإقليم إفران، يعتقدون أن حياتهم ستتحول إلى معاناة ومآسٍ، ظنوا أنهم ارتاحوا منها قبل افتتاح المركب المعروف محليا بدار "العجزة". ثلاث وفيات في أقل من أسبوع تفجرت قبل أسابيع بمدينة أزرو ما بات يُعرف بفضيحة "دار العجزة" من خلال جمعيات محلية تناقل أعضاؤها ما يقولون عنها اختلالات كبيرة تنذر بكارثة بالمركب الاجتماعي، خاصة مع موجة البرد القارس التي ضربت المنطقة، فتدخلوا وفق ما هو متاح للتبليغ عما يصلهم من داخل المركب من معاناة للنزلاء والنزيلات. "نزلاء المركب البالغ عددهم حوالي 42 مُسنّا، ألقى بهم القدر بين أيدي لا يبدو أنها قدّرت حاجتهم للرعاية ولخدمةٍ الغاية فيها انسانية قبل أن تكون إدارية، فتعاملوا معهم بقلوب غابت عنها الرحمة والرأفة"، على حد تعبير فاعلين جمعويين بالمنطقة، إلى أن "صعق الجميع بوفاة شيخ وعجوزين في اٌقل من أسبوع بسبب الإهمال" كما يقول الفاعلون الجمعويون. فاعلون جمعويون يشرّحون الوضع يقول محمد أقشتول، رئيس مجموعة تدبير الشأن المحلي بأزرو، إن "المركب يعيش منذ مدة على ايقاع سوء التدبير الإداري، الذي انعكس على مستوى الخدمات المقدمة للنزلاء الذي لا حول لهم ولا قوة، إلا الاستسلام لسود المعاملة وسوء التغذية والتعنيف اللفظي من طرف بعض المستخدمين" على حد تعبير المتحدث. ويضيف أقشتول في تصريحات لهسبريس، إن "المركب الاجتماعي التربوي الذي مولته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ودشنه الملك سنة 2008، زاغ عن أهدافه، وتخلى عن الأدوار التي كان مأمولا أن يقوم بها لصالح فئة مجتمعية تنتظر الدعم والمساعدة في أبسط حاجياتها"، مشيرا إلى أن" 18 جمعية أصدرت بيانا كشفت فيه الاختلالات واحتجت عليها بتنظيم وقفة للتحسيس بمشاكل المسنين النزلاء بدار العجزة". ويكشف أقشتول أن "المسنين الثلاثة الذين وافتهم المنية، في أقل من أسبوع عانوا من الإهمال من طرف إدارة المركب الاجتماعي التربوي"، مؤكدا أن "أحد المتوفين كان له موعد طبي وكان ملزما بإجراء فحوصات طبية فتأخر عن الموعد بعد أن رفضت الإدارة تمكينه من ذلك، إلى أن تدهورت حالته الصحية فنقل إلى المستشفى لكن الوقت كان قد فات، ليسلم الروح إلى بارئها، وهو نفس المصير الذي لاقته عجوزان من النزيلات أيام قليلة بعد ذلك"، حسب رواية رئيس مجموعة تدبير الشأن المحلي بأزرو. أما سفيان انجدادي، الفاعل الجمعوي بأزرو فأرجع أسباب معاناة نزلاء دار العجزة بالمدينة، إلى سوء التغذية، موضحا في تصريحات للجريدة هسبريس الإلكترونية أن "من النزلاء من يعاني من أمراض لها علاقة بالتغذية كقرحة المعدة وغيرها، لكن النظام الغذائي بالمركب لا يراعي الحالة الصحية للنزلاء، مما تسبب في تدهور حالتهم وعرّضهم لأمراض خطيرة سرعت بوفاة ثلاثة منهم" يورد الفاعل الجمعوي. من يتحمل المسؤولية؟ ويشرح انجدادي أن "إدارة المركب تتحمل مسؤولية فيما يقع، سواء الجمعية المسيرة أو الجمعية الإقليمية المشرفة على التسيير"، مضيفا أن "النزلاء والفاعلين المحليين استبشروا خيرا بتعيين التعاون الوطني لمديرة للمركب، لكن سرعان ما تبدد تفاؤلهم بعد إعفائها في ظروف غير مفهومة" يوقل المتحدث. عدنا إلى محمد أقشتول بسؤال المسؤولية، فحمّلها إلى السلطة التي موكول لها تدبير هذا المركب، معتبرا أن "تمويل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يجعل العمالة تتحمل قسطا من المسؤولية، موردا أن كل ما يعانيه النزلاء وصل إليها، من سوء معاملة وغياب أدوات النظافة، وانعدام المواكبة الصحية، وسرقة أمتعة النزلاء والمساعدات التي تقدم لهم، وغياب الأمن والحراسة". الجمعيات المحلية بأزرو قررت ايصال معاناة المسنين القاطنين بالمركب الاجتماعي التربوي، فأعدت شريط فيديو، وُصف بالصادم يتضمن تصريحات لعدد من النزيلات، يتحدثن عن سوء المعاملة التي يُتعامل بها معهن بالمركب، ويتضمن أيضا تصريحات لفاعلين محليين يدعون إلى التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها خدمة للعجزة المستفيدين من خدمات المركب. وزارة الحقاوي تتدخل مصدر من وزارة الأسرة والمرأة والتضامن والتنمية الاجتماعية، أكد لهسبريس أن لجنة من مفتشية التعاون الوطني، سبق أن زارت المركب الاجتماعي التربوي بأزرو، ووقفت على اختلالات تعمل حاليا الوزارة على معالجتها، مؤكدا أن الوزيرة بسيمة الحقاوي ومدير التعاون الوطني يعملان على إعادة النظر في شق مسطري يتعلق بتدبير مؤسسات الرعاية الاجتماعية.