أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله، أن أداء الحكومة التي يرأسها عبد الإله بنكيران، تميز بإقدامها على إصلاح صندوق المقاصة وأنظمة التقاعد، فضلا عن إنجازات أخرى تروم تحصين الاقتصاد الوطني في ظل أزمة مالية عالمية، والحفاظ على استقلاليته". واعتبر بنعبد الله، في تقرير قدمه أمام اللجنة المركزية للحزب، التي عقدت اليوم دورتها الثالثة بعين عتيق بتمارة، أن حصيلة أداء وزراء حزبه في الحكومة تعد إيجابية، لاسيما في قطاعات الصحة والتشغيل والماء، علاوة على السكنى وسياسة المدينة والثقافة". وتابع أن مشاركة حزبه في الحكومة لم تمنعه من "دق نواقيس التنبيه، كلما دعت الضرورة، داخل الحكومة وعلانية أمام الرأي العام"، ضاربا المثال بالحريات والإعلام والفن، ومنها ما يتصل بالإصلاحات الاقتصادية، أو بالقرارات ذات الأثر الاجتماعي." وتطرق بنعبد الله إلى موضوع الجهة، وقال إن المغرب تمكن بفضل المصادقة على نصوص تنظيمية تهم الجهات والجماعات والعمالات، ومن جعل الجهة تحتل موقعا جوهريا في البناء المؤسساتي للبلاد، وجعل الميثاق الجماعي الحالي منسجما مع أحكام الدستور. وأفاد أن النصوص التنظيمية الثلاث، التي تهم على التوالي الجهات والجماعات والأقاليم والعمالات، ستمكن من الارتقاء بوضع العمالات والأقاليم بفصلها عن مصالح الإدارة الترابية التابعة للدولة وتمكينها من اختصاصات في مجالات التنمية والنجاعة. وأضاف أن هذه النصوص جاءت بمستجدات مهمة، اعتماد التصويت العلني كقاعدة لانتخاب الرؤساء وأعضاء مكاتب المجالس الجهوية ومجالس العمالات والأقاليم والجماعات، وتكريس مبدأ التدبير الحر في التسيير، فضلا عن تشجيع تمثيلية النساء في هذه الأجهزة. وأشاد بنعبد الله بالجهود المبذولة التي يخوضها الحزب وطنيا، من أجل حث المواطنين على التسجيل في اللوائح الانتخابية، معربا في نفس الوقت عن أسفه لضعف الانخراط على صعيد العديد من الفروع الحزبية وهيئاته المختلفة. وأبرز المتحدث أن حزبه يراهن على ضمان تواجده في كل الغرف المهنية، والحرص على تغطية نحو 50 في المائة من الترشيحات للمجالس المحلية، والفوز بأزيد من 3000 مقعد، وتغطية جميع اللوائح الإقليمية في إطار هذه الانتخابات الجهوية. وبشأن قضية الصحراء، أورد بنعبد الله أن المغرب تقدم منذ سنة 2006 بمقترح حل سياسي جريء، قائم على أساس الحكم الذاتي في نطاق السيادة الوطنية، ويحفظ مصالح المغرب العليا، ويضمن الاستقرار الجيو سياسي في منطقة تعرف كثيرا من التحديات الأمنية". وانتقد المتحدث ما سماها المناورات المحاكة من قبل حكام الجزائر وحلفائهم لمحاولة إفشال المسعى الرامي إلى إيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل، خاصة اليوم عبر إقحام مسألة مراقبة حقوق الإنسان، رغم أن المغرب حقق نجاحات كبيرة وتقدما ملموسا في هذا المجال".