ما إن أعلنت فرنسا عقد صفقة عسكرية ضخمة مع مصر، تقتني بمقتضاها 24 طائرة عسكرية من طراز "رافال"، حتى طفت معلومات جديدة حول أسباب فشل المفاوضات بين المغرب وفرنسا لاقتناء نفس الطائرات سنة 2007، ما دفع الرباط لتشتري طائرات "إف 16" الأمريكية. "مازالت فرنسا تعض أصابعها ندما"، تقول صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في حديثها عن إلغاء صفقة بيع طائرات "رافال" للمغرب سنة 2007، موردة أن المغرب طلب من فرنسا أن يقتني 18 طائرة عسكرية "رافال" سنة 2006، واستجابت اللجنة العمومية للتسليح التابعة للجيش الفرنسي لهذا الطلب، وقدمت للمغرب عرضا بقيمة 1.1 مليار أورو. وأفادت الصحيفة أن المبلغ الذي عرضته وزارة الدفاع الفرنسية على المغرب كان أقل من الذي طلبته شركة "داسو" الفرنسية المتخصصة في تصنيع هذه الطائرات، ما يعني أنه لم يكن هناك تنسيق مسبق بين الوزارة والشركة التي طلبت مبلغ 1.4 مليار أورو، من أجل بيع طائراتها للمغرب، بوجود فرق قيمته 300 مليون أورو بين العرضين. عدم التنسيق بين المؤسستين الفرنسيتين دفع المغرب إلى أن يطلب تخفيض قيمة الصفقة، غير أن وزارة الدفاع الفرنسية ردت بأنها حددت قيمة الطائرة الواحدة في حدود 80 مليون أورو، دون أن تأخذ بعين الاعتبار تكاليف التغييرات التقنية التي ستطال الطائرات عند بيعها للمغرب. وأمام رفض المغرب لمبلغ الصفقة المقترح، عمدت وزارة الدفاع الفرنسية إلى محاولة إقناع الرباط بشراء هذه الطائرات إلى جانب فرقاطتين حربيتين، غير أن المغرب لم يكن راغبا في شراء فرقاطة حربية فرنسية، نظرا لتحضيره آنذاك لاقتناء فرقاطة حربية هولندية الصنع من طراز "كارل دورمان". وأمام هذا التخبط الفرنسي في اتخذ القرارات، اضطر المغرب إلى الانسحاب من صفقة اقتناء الطائرات الفرنسية "رافال"، خصوصا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية عرضت على المغرب اقتناء طائرات "إف 16" بأسعار أقل. ولم يكن المغرب البلد الوحيد الذي ألغى صفقة اقتناء طائرات "رافال" الفرنسية، ذلك أن دولا مثل المملكة السعودية، بريطانيا، سويسرا، وهولندا كلها ألغت مفاوضاتها مع فرنسا بسبب ارتفاع أسعار هذه الطائرات الحربية.