طمأنةٌ سريعةٌ حرصت باريس على أنْ تجبر بها خاطر حكَّام الجزائر، غداة حلول ملك المغرب، محمد السَّادس، في الإليزيه، للقاء الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بغرض طيِّ صفحة الخلاف. حيث لمْ يترددْ هولاند في البعث برسالةٍ إلى بتوفليقة، يجددُ فيها دعم باريس لوساطة الجزائر في الملفِّ المالِي. تجديدُ باريس دعمها للمفاوضات التي تجري برعايةٍ جزائريَّة بين الحكومة الماليَّة والجماعات المسلحة المناوئة لها، يأتي في ظلِّ مباحثاتٍ لمْ تقدْ نحو حلٍّ، فيما تجمعٌ المغرب علاقاتٌ قويَّة بالحركة الوطنيَّة لتحرير لأزواد، التي استقبل زعيمها، بلال آغ شريف، من قبل الملك المغربي، في قصره بمراكش، في وقتٍ سابق. الرئيسُ الفرنسيُّ أطرى على بوتفليقة بالقول إنَّ الجزائر لا تدخر جهدًا في التقريب بين وجهات النظر بين الأطراف، وإنه يهنئها على ما جرى إحرازهُ من تقدم، آملا أن تسفر الجولة المقبلة عن توقيع اتفاق سلام. فرنسا قالت إنَّها تسخرُ كافَّة الإمكانيَّات لإنجاح المفاوضات، التي باتتْ حلبة جديدة للصراع المغربي الجزائري، بحسب مراقبين. فيما أشاد هولاند أشاد بالدور بالدَّور الجزائري في المنطقة، حؤُولا دُون غضب الجزائر التي ترتابُ منْ عودة باريسوالرباط إلى التقارب بعد عامٍ من الأزمة. في غضُون ذلك، كانتْ صحيفة "لوموند" قدْ ذكرت أنَّ دعم فرنسا للوساطة الجزائريَّة في الملف المالي، من الأمور التي أججت غضب الرباط، سيما أنَّ المغرب سبق لهُ أن سمح لطائرات "رافال" الفرنسية بعبوره إجوائه لشنِّ حملته العسكريَّة على الإرهابيين في شمال مالِي، وحرص على مدِّ الفرنسيين بمعلومات قيمة من عين المكان. اشتراكيُّو فرنسا، الذِين ظلُّوا مؤشرًا على فتور العلاقات مع الرباط لدى وصولهم إلى السلطة، حرصُوا من خلال الرسالة على إبقاء علاقةٍ متوازنة مع الجارين المغاربيين، تفاديًا لإثارة حساسيَّة عند أحدٍ منهما، سيما في ظلِّ الحاجة إلى التعاون الأمني في ملف الإرهاب، بعد هجمات "شارلي إيبدو" التي طالت باريس في السَّابع من يناير المنصرم. وتجهضُ"المصالحة" المغربية الفرنسية آمالًا عند البُوليساريُو والجزائر، في تحول الموقف الفرنسي من قضيَّة الصحراء، التي تقبلُ على اجتماع بالغ الأهمية في أبريل القادم بالأمم المتحدة، حيث تعتمدُ الرباط كثيرًا على دعم باريس للحكم ذاتِي، والحؤُول دون توسيع مهام بعثة المينورسُو لتشمل مراقبة حقُوق الإنسان في الصحراء، الذي ظلَّ مسعى بارزًا لدى خصوم المغرب في السنوات الأخيرة.