يخالجني شعور غريب كلما اقترب ذلك اليوم من السنة، شعور يمتزج فيه الخوف و الفرح.هذا اليوم الذي ينتظره رواد الحب بشغف لنزع الحجاب عن مشاعرهم الجياشة. تذكرت و أنا اكتب هذه السطور، قصة صديق مغربي كنا نتقاسم معاً غرفة الكراء في في الضاحية الشمالية لعاصمة الضباب ، لندن . روى لي انه في يوم من أيام صقيع لندن ،طلبت منه صديقته اللبنانية بحنان زائد عن الحد و المألوف إن كان فعلا يحبها كما يدّعي و يتباهى أمامها بالحب أن ينحني عشقا و احتراماً لها على قدميه أمام مدخل مترو الأنفاق وسط عاصمة الضباب و يقول لها " أحبك يا عمري" ، فوجدته ينحني لعاصفة الحب هذه قبل أن تُكمل طلبها العاطفي , وكيف له أن لا ينحني أمام رقتها و عذوبة صوتها و هو الذي تربى في بلاد الحب للإبداع الزجلي. فكلمة "أحبك" قد تزرع في نفس شريك حياتك هواء نقي يطلق عليه اسم " الحب " ، و قد تطفئ جمرة الغضب و بإمكانها أن تقوم بأشياء أخرى لم تكن أبدا في الحسبان ، فلا تستهزوا بهذه الكلمة فهي تتكون من أربعة حروف لكن معناها قد يقلب الكون و موازين القوى في العالم بأسره. هذه الكلمة وبمجرد ان تسري في الجسد تجعله يرتعش حباً و يرقص فرحاً ، دفعت الملك ادوارد الثامن على التخلي عن عرش بريطانيا من أجل مقلتي لب قلبه السيدة ، واليس سمبسون ، المطلقة. فالحب كالامتحان، من كان له رصيد عاطفي محترم في بنك الهوى، فسوف يكون حتما هو المنتصر و من سولت له نفسه أن ينتظر الفرصة المناسبة و هذه الأعياد ، فإنه سوف يجد نفسه ضمن قائمة العشاق الطويلة المرموقين في إيجاد الطرق المناسبة لمصارحة نصفهم الأخر. لا تفكر في المستحيل و لا تخترع طرق قد تصيبك بالجنون فتصبح مجنون نفسك بدل حبيبتك ,فكل الطرق العفيفة تؤدي إلى المحبة و المودة ، و كل طرق الحلال تؤدي إلى العفاف و الاستقرار. فمن منا لا يشتهي أن يذوب في أحضان كلمات كالعسل و السكر، خصوصا عندما تكون هذه الكلمات الفردوسية نابعة من ثَغْر مهجة قلبه. فلماذا نقوم بكبت مشاعرنا و حبنا لزوجاتنا وأزواجنا و نحن من يجب ان نكون قدوة حسنة للعالم بأسره , فيكفينا شرف أن أروع قصة حب عاشها العالم بطلها حبيبنا محمد صل الله عليه و سلم , قالت السيدة عائشة لرسول الله -صل الله عليه وسلم-(يا رسول الله، كيف حبّك لي؟)... قال -صلى الله عليه وسلم- (كعقد الحبل)... فكانت تقول له: (كيف العُقدةُ يا رسول الله؟)... فيقول: (هي على حالها). أين نحن من بركان الحب هذا يا رواد الحب !!. -طالب باحث في الدراسات الثقافية و الإعلامية [email protected]