يخالجني شعور بالكآبة كلما حل هذا اليوم من السنة و ما يزيد فعلا الطين بلة هو عندما تتلقى رسائل تهنئة من أناس ينتظرون بشغف هذا اليوم لنزع الحجاب عن مشاعرهم الجياشة ، و لكون المغاربة معرفين بسخائهم العاطفي , اتذكر ذات يوم عندما كنت في لندن ، حكى لي صديق عزيز على قلبي ، أن صديقته اللبنانية طلبت منه بحنان زائد عن الحد و المألوف إن كان فعلا يحبها كما يدّعي أن ينحني عشقا و احتراماً لها على قدميه امام مدخل ميترو الانفاق وسط عاصمة الضباب و يقول لها " أحبك " ، فوجدته ينحني قبل ان تُكمل طلبها العاطفي , وكيف له ان لا ينحني امام رقتها و عذوبة صوتها ان كنت تحب فعلاً ، فلا تتوانى عن الافصاح و التعبير عما يدور في دواخلك ، فلا تنتظر "عيد الحب" لتطلق عنان الحب فالحب كالحرب خدعة، من كان له رصيد عاطفي محترم في بنك الهوى، فسوف يكون حتما هو المنتصر.. و من سولت له نفسه ان ينتظر الفرصة المناسبة و هذه الاعياد ، فإنه سوف ينضاف الى قائمة العشاق الطويلة المرموقين في ايجاد الطرق المناسبة لمصارحة نصفهم الاخر. لا تفكر في المستحيل و لا تخترع طرق قد تصيبك بالجنون فتصبح مجنون تفسك بدل حبيبتك ,فكل الطرق العفيفة تؤدي الى المحبة و المودة فمن منا لا يشتهي ان يذوب في احضان كلمات كالعسل و السكر، خصوصا عندما تكون هذه الكلمات الرقيقة نابعة من ثَغْر مهجة قلبه , فلماذا نقوم بكبت مشاعرنا و حبنا لزوجاتنا وأزواجنا و نحن من يجب ان نكون قدوة حسنة للعالم بأسره , فيكفينا شرف ان اروع قصة حب عاشها العالم بطلها حبيبنا محمد صل الله عليه و سلم , قالت السيدة عائشة لرسول الله -صل الله عليه وسلم-(يا رسول الله، كيف حبّك لي؟)... قال -صلى الله عليه وسلم- (كعقد الحبل)... فكانت تقول له: (كيف العُقدةُ يا رسول الله؟)... فيقول: (هي على حالها)... كما أن فاطمة -رضي الله عنها- ذهبت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تذكر عائشة عنده فقال: (يا بُنية: حبيبة أبيك) قلبي يتجرع المرارة كلما حل الرابع عشر من شباط قالوا إن بلاد العالم الثالث و الرابع لا يعرفون شيءً عن هذا العيد فاختاروا يوما من كل سنة, ليعبروا عن عشقهم لنصفهم الأخر و كأنه محكوم علينا بالبكاء و أنين الحب في الأيام الباقية للسنة فإنهم لم يكلفوا أنفسهم عناءَ تصفح سيرة نبينا محمد صل الله عليه وسلم فحبه لزوجاته و قصة عشق أم المؤمنين لحبيبها المختار فهي أحلى و أكتر بكثير من قصص نور و مهند , روميو و جوليت و غيرهم من قصص ولدت في الظلام فانصهرت كهادم عذرا ففي بلاد العالم الثالث و الرابع أيام السنة كلها أعياد حب و مودة و إخلاص