أجرى الضابط العسكري السابق في الجيش الجزائري، أنور مالك ، ما أسماه حوارا مع ضابط مغربي سابق من تطوان يدعى عبد الإله عسو ، عرضت صورته وبطاقة تعريفه العسكرية في صحيفة " الشروق " المقربة من المخابرات الجزائرية ، وقال الضابط المغربي إنه بحكم تجربته العسكرية في الصحراء ، فإن 99 بالمائة من الصحراويين يرغبون في الاستقلال عن المغرب . ومن خلال التفحص اللغوي والعلمي للحوار الذي يقول مالك أن أجراه مع الضابط المغربي في مدريد، تظهر لغة الضابط العسكري سابقا والكاتب الصحفي حاليا أنور مالك ، منكشفة في ثنايا الحوار ، خاصة وأن قول الضابط المغربي إن " 99 بالمائة من الصحراويين يرغبون في الانفصال " ، جزء من لغة أنور المالك التي تعتمد المبالغة والتضخيم للتأثير في المتلقي من أجل دفعه لحسم أي تشكيك في المواقف التي يطرحها ، والمتتبع لمقالات الضابط مالك يكتشف أن لغته تعتمد على عبارات المبالغة مثل " ولو تحدثنا عن انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب لما كفتنا المجلدات ". كما تم استعمال تحديدات زمنية، تثبت أن المتحدث الحقيقي من جنسية جزائرية، خاصة عندما يقول الضابط المغربي : " في شهر جانفي 2009 وصلتني معلومات مقلقة من المغرب " ، وكذلك قوله : " في يوم 21 أوت وعلى الساعة 7.30 صباحا " ، والمعلوم أن المغاربة يطلقون على الأشهر الميلادية أسماء عربية ، فالمغاربة يقولون يناير وليس " جانفي " ، وغشت وليس " أوت " ، والمعلوم أيضا أن مفردات " جانفي " و" أوت " من مخلفات الاستعمار الفرنسي للجزائر والذي عمر 130 سنة . وبعيدا عن التحديدات اللغوية، فإن الحوار المنسوب للضابط المغربي ، تختلط فيه الحقيقة بالخيال ، فعندما يقول : " أحيانا يتسلل عناصر الجبهة إلى الثكنات ويذبحون الجنود بالسكين " ، يثبت أن فعل " الذبح " من خصال البوليساريو ، وأن ما حدث بالعيون مؤخرا امتدادا لتلك الثقافة ، في حين يصبح الحديث خيالا عندما يقول : " حاولت طيلة سنوات مسيرتي العسكرية التبليغ عن الوضع الفاسد ، بتقديم طلبات رسمية لمقابلة الجنرال عبد العزيز بنّاني والقائد الأعلى ، الملك أيضا " ، لأنه لا يوجد ضابط صغير في العالم يطلب لقاء رئيس الدولة . وفي ما يلي مقارنة بين مواقف سابقة لضابط الاستخبارات العسكرية الجزائرية أنور مالك ، والتصريحات المنسوبة للضابط العسكري المغربي عبد الإله ، ليتبين أن المتحدث لم يكن سوى أنور مالك نفسه: خلاصات : يجب على المغرب أن يدفع بمحاكمة دولية لأنور مالك وفتح تحقيق في الحوار الذي نسب للضابط المغربي للأسباب التالية : - نشر البطاقة الوطنية لضابط عسكري لدولة أجنبية ، واستغلالها من أجل توريطه ، أو استباحة دمه. - عندما نسب للضابط المغربي قوله : " أحيانا يتسلل عناصر الجبهة إلى الثكنات ويذبحون الجنود بالسكين " ، يعني أن الجزائر أرسلت ضباطها لذبح الأمنيين المغاربة بالعيون ، خاصة وأن الضابط أنور مالك تم إرساله إلى مدينة الداخلة المغربية للغاية ذاتها في الصيف الماضي ، أي التجسس على المغرب وتجنيد مقاتلين ، وهو ما تؤكده التحقيقات التي نشرها بصحيفة " الشروق " الجزائرية . - إذا كان صحيحا أن المؤسسة الملكية المغربية ضمن شبكة دولية للاتجار المخدرات ، على أنور ملك أن يأتي بالدليل ، وإلا سيصبح ما نشره في الصحيفة الجزائرية " قذفا " في حق رئيس دولة أجنبية . [email protected]