خارجَ لغة الديبلوماسيَّة المُنمَّقة التي ألف حكام مصر الجدد التخاطب بها، رسميًّا، معَ دول خليجيَّة باركتْ عزل الرئيس الإخوانِي، محمد مرسي، كشفَ تسريبٌ صوتِي، يضمُّ حوارًا بين عبد الفتَّاح السيسي، أيَّام كان وزيرًا للدفاع، وبين مدير مكتبه وقتئذٍ، عباس كامل، نظرتهُ إلى الدول الخليجيَّة بجلاء. التسجيل الذي بثَّته قناة "مكملِين" الفضائيَّة المعارضة، ويشملُ محادثة ضمَّتْ أيضًا عضو المجلس العسكري، محمود حجازِي، يتحدث فيه السيسي، قبل توليه الرئاسة، عن حجم ضخامة الأموال الخليجيَّة، والأموال التي ستطلبُ منها. وكشف التسريب عن مباحثات حول سبل التعامل مع بلدان الخليج، فيما يتعلق بالدعم المالي، على نحو ما حصل في حرب الخليج، ليقترح حجازِي أنْ يكون ذلك التعاون مبنيًّا على منطق "خذْ وهاتْ". السيسي تحدث في التسجيل عن المبالغ الماليَّة المطلوبة من كلٍّ دولة داعمة لهُ على حدة، والطرق الممكنة لتحويلها إلى حسابات الجيش المصري، زيادةً على الإقبال على طلب عشرة مليارات دُولار من كلٍّ من السعودية والإماراتوالكويت. من جانبه، لفت مدير مكتب السيسي، إلى أنَّ بنك قطر المركزِي لوحده يتوفر على احتياطِي بتسمعمائة مليار، حيث قال اللواء كامل في التسجيل إن الخليجيين يلعبون بأموالهم بينما “احنا ورانا شعب جعان ومتنيل، وكان لازم في كل الأوقات هات وخد”، مردفًا أنه “كان على مصر أن تقايض الأنظمة الخليجية في سنة 1990″، في اشارة الى أن الجيش المصري كان يجب أن يقبض ثمن مساهمته في حرب الكويت. أمَّا عن دولة الكويت فيردف المتحدث، "تلك أنصاف دول" قائلا لكلٍّ من السيسي، وحجازي، أن الكويتيين تحججوا بالرقابة البرلمانية والحكومة في عدم تلبية طلبات المعونات التي طلبها منهم السيسي. وفي مقطع آخر جرى تسريبه “الفلوس عندهم زي الرز″، طالبًا تحويل ثلاثين مليار دولار من أموال المساعدات الخليجية؛ عشرة مليارات دولار من السعودية، وعشرة من الامارات، وعشرة من الكويت، الى حساب الجيش وليس لحساب الدولة المصرية. فيما استطرد حجازي عن دول الخليج: "القيادات بتاعتهم ميزانيتهم أكبر من ميزانية البلد، وكل أمير معاه مئات المليارات". وفيما لم يتضح البعد ما إذا كان العاهل السعودي الجديد، سلمان بن عبد العزيز، سيمضي على نهج سلفه في العلاقة مع مصر، مع مخاوف على محور "الإمارات السعوديَّة" في دعم القاهرة، أبدى عدد من السياسيين في الخليج امتعاضهم من محتوى التسجيل عبر تغريدات في "تويتر"، حتى أنَّ نوابًا برلمانيين في الكويت، طالبُوا بالرد على ما اعتبروها إساءاتٍ في حق دولهم.