دعا عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية بالخارج، إلى استبعاد ما وصفها ب"السياسوية" في مقاربة قضية الجالية المغربية بالخارج. ولفت بوصوف الذي كان يتحدث في ندوة صحفية عقدها يوم الجمعة بمقر المجلس، الانتباه إلى ما أسماه "الدور المحدود في الزمن للحكومة التي يستلزم تدخلها مقاربة عملية لصالح الجالية" مؤاخذا على الوزارة المكلفة بالجالية أمر انخراطها في دراسات "لا تدخل ضمن انشغالاتها بل ذلك من صميم مهمة مجلس الجالية" وفق تعبير المتحدث. وأضاف الأمين العام لمجلس الجالية بالخارج متسائلا: "إن كانت الحكومة تريد للجالية مشاركة سياسية في اللحظة الراهنة فلماذا لا تذهب هذه الحكومة رأسا إلى إقرار ما يلزم من ترسانة قانونية ومسطرية بشكل مستعجل خصوصا أنه لا ملف يحظى بمساندة المعارضة للحكومة أكثر من ملف الجالية". وزاد بوصوف مستدركا :"يبدو أن الأمر فيه بعض المزايدات في ملف لا يحتمل ذلك" فقضية الجالية في نظر الأمين العام للCCME، "ليست قضية قطاعية وإنما ترقى إلى مستوى قضية وطنية وجب التفكير والفعل فيها بكثير من التشاور وتجميع الآراء واستحضار الوضع محليا ودوليا، واستبعاد السياسوية"، يورد المتحدث. وعلى صعيد آخر قال الأمين العام لمجلس الجالية بالخارج إن "مشاركة المجلس في المعرض الدولي للكتاب الذي سينعقد بالدار البيضاء وللمرة السابعة ، تهدف إلى إثارة القضايا المرتبطة بالهجرة والجالية في الفضاء الثقافي المغربي، من خلال إبراز البعد العالمي للثقافة المغربية وإثارة الفاعل السياسي والتربوي قصد إدماج أدب المهجر المغربي في البرامج الدراسية والمقررات التعليمية". وأضاف بوصوف أن مجلس الجالية ليس فاعلا ثقافيا بالمغرب، ولكنه يسعى من خلال مشاركته المنتظمة في المعرض الدولي للنشر والكتاب، تحت شعار "الهجرة وتحدي العيش المشترك" لاستلهام الإكراهات والتحديات الكبرى التي يواجهها مغاربة العالم في دول الإقامة خصوصا مع تنامي التشنجات الهوياتية والثقافية التي تزيد من إذكاء نارها بروز المواقف المتطرفة أيا كان مصدرها، وهي "تشنجات تؤثر سلبا على الجاليات المغربية بالخارج وتزيد من حدة التعقيدات التي تواجهها خاصة في بعض الدول الاوربية" يقول الأمين العام لمجلس الجالية بالخارج. بوصوف أكد، في ثنايا مداخلته، أن "حالة السلم هي الحال الغالب على علاقة الإسلام بالغرب والحروب إنما شكلت لحظات استثنائية في تاريخ العلاقة بين الإسلام والغرب". وبناءا على ذلك يورد بوصوف أن المعرض الدولي للكتاب "سيكون فرصة لتقديم المؤلفات الجديدة للمجلس أو تلك التي دعمها المجلس". إلى ذلك سيكون رواق مجلس الجالية، ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب، على موعد مع سلسلة من المحاضرات والنقاشات التي يستضيف من خلالها مجلس الجالية مجموعة من المفكرين والكتاب لمطارحة النقاش حول موضوع الهجرة والتنوع والمواطنة والعيش المشترك، من خلال إنتاجاتهم الفكرية وذلك بهدف تسليط الضوء على هذه القضايا البارزة، والتبادل المثمر مع جمهور القراء المغاربة والمشاركة في نقاشات حول آخر أعمالهم الصادرة. ويتضمن برنامج رواق الجالية معرضا للجالية في الخطب الملكية يهدف، حسب بوصوف، إلى " إثارة انتباه الحكومة وباقي الفاعلين لضرورة مواكبة الفعل الحكومي وما يتناسب والخطب الملكية". كما يضم المعرض ولأول مرة أطلسا لمغاربة العالم الهدف منه وضع كل من يهمه أمر الجالية أمام المعطيات الكمية وكذا الإجابة عن الكيفية التي ينتشر بها المغاربة في العالم، وفي هذا الصدد ذهب بوصوف إلى أن "بناء السياسات العمومية لا يمكن أن يخضع للمزاج السياسي أو المقاربة اللحظية وإنما يستلزم الأمر الاعتماد على المعطيات الميدانية والحقائق الموضوعية والمقاربة الاستراتيجية لمصالح الجالية والوطن".