يعيش الفاعلون في قطاع السياحة بالمغرب، حالة من الترقب والقلق بسبب استمرار تراجع توافد السياح القادمين من فرنسا نحو المغرب، وخصوصا مدينة مراكش، جراء تراكم مجموعة من العوامل أضيفت إليها أخيرا الأحداث الإرهابية التي استهدفت باريس. وحسب الأرقام التي أعلنت عنها أخيرا الكونفدرالية الوطنية للسياحة، فإن مدينة مراكش تعد المتضرر الأكبر من تراجع أعداد السياح الوافدين على المملكة، نظرا لكون المدينة الحمراء تعتمد بشكل كبير على السياح الفرنسيين. ويمثل السياح القادمون من فرنسا حوالي 30 في المائة من مجموع السياح الأجانب الذين يفدون إلى مدينة مراكش سنويا، وهو الأمر الذي دفع الفاعلين في قطاع السياحة بمدينة مراكش إلى دق ناقوس الخطر حول احتمال خسارتهم لأكبر سوق سياحي لهم. ويجد قلق القائمين على قطاع السياحة سنده في تراجع نسبة وصول السياح الفرنسيين إلى مراكش، بنسبة 25 في المائة خلال يناير الماضي مقارنة مع السنة الماضية، ما يشكل ضربة قوية لقطاع السياحة بالمدينة، خصوصا في فترة يكون فيها النشاط السياحي بالمغرب في مستوى متدن. تراجع عدد السياح الفرنسيين القادمين إلى المغرب، أكدته أيضا لجنة اليقظة التي أنشأتها وزارة السياحة، ما دفعها إلى وضع مخطط للتعامل مع هذه الوضعية الجديدة التي يعرفها قطاع السياحة بالمغرب. ولعل إعلان الكونفدرالية الوطنية للسياحة عن مخطط قيمته 100 مليون درهم من أجل دعم قطاع السياحة، يعتبر محاولة لمواجهة هذه الأزمة الجديدة، والعمل على تحسين صورة المغرب كوجهة سياحية تتمتع بالاستقرار السياسي والأمني. ويرى مراقبون أن المغرب مازال يجني آثار الخريطة التي أصدرتها وزارة الخارجية الفرنسية، خلال السنة الماضية، حينما وضعت المغرب في خانة الدول التي تواجه تهديدات إرهابية، كما دعت الفرنسيين إلى الحذر عند زيارة المملكة. ومباشرة بعد صدور تلك الخريطة، تم إلغاء حوالي 30 في المائة من الحجوزات السياحية الفرنسية نحو المغرب، وهو الأمر الذي دفع الخارجية الفرنسية إلى سحب المغرب من هذه الخريطة، حيث اعتبرت أن الأمر خطأ غير مقصود. وجاءت أحداث "شارلي إيبدو" لتكرس تراجع إقبال إقبال السياح الفرنسيين على المغرب، ما يفرض على القائمين على القطاع السياحي في المغرب إطلاق حملة تواصلية واسعة، يكون هدفها تغيير الأفكار الخاطئة التي ترسخت في أذهان السياح الفرنسيين حول المغرب.