يعيش المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، الذي دشنه الملك خلال الصّيف الماضي، على صفيح ساخن.. وذلك بعد إعلان مستخدمي المركز، الذي رُصدت له 1.2 مليار درهم من الاستثمار ويضم نحو 10 مراكز ومستشفيات متعددة التخصصات، عن عزمهم شلّ حركة العمل من الداخل، وذلك احتجاجاً على "التأخر الفظيع وغير المقبول في صرف رواتب الدفعة الثانية من الممرضين وفي ترسيم الموظفين.. مع الحرمان من جميع التعويضات" وفق تعبيرهم. الاحتجاج الذي سيُنفّذ منتصف الأسبوع المقبل، وعلى مساحة زمنية من 3 ساعات ضمن الفترة الصباحية من الاشتغال، سيعرف تفعيل اعتصام جزئي من داخل الCHU وفقا لما جاء عبر بلاغ صادر اليوم عن النقابة الوطنية للصحة، التابعة للكونفدراليّة الديمقراطية للشغل، وهي التي أشارت إلى أن هذا "التوعّد بشل حركة العمل جاء بناء على عدم استجابة الإدارة للملف المطلبي الكامل لشغيلة المركز"، ‘ذ "تأكد عن طريق الإدارة أنه لن يتم تنفيذ أي مطلب بشكل آني.. بات لزاماً خوض معركة احتجاجية لن تتوقف إلا بتنفيذ جميع مطالب الشغيلة". وتضم لائحة المطالب، التي وصفتها النقابة ب"الحقوق العادلة والمشروعة"، "صرف رواتب الدفعة الثانية من الممرضين وترسيم الموظفين وصرف التعويضات عن الحراسة والإلزامية والمردودية"، فيما استنكر المصدر ذاته "استخدام المنطق التجاري في توزيع المناصب الحساسة" داخل المؤسسة الصحية الوطنيّة، قبل أن تتهم النقابة إدارة هذه الأخيرة باعتماد "سياسة تصفوية.. تضرب عرض الحائط حقوق الشغيلة وتكشف زيف الشعارات التي ما فتئ مسؤولوا قطاع الصحة يطبلون لها كالحكامة الجيدة..". وفي ظل تعذر توصل هسبريس لأي توضيح من طرف إدارة المركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس" بوجدة، بشأن هذه الاتهامات، بعد إجراء اتصال هاتفيّ، قالت النقابة الوطنية للصحة إن الإدارة المعنية لم تستجب للمطالب المذكورة، "ولم تقدم إجابات شافية ومسؤولة حتى متم الشهر الجاري.. إضافة إلى باقي نقاط الملف المطلبي الذي تضمنته مراسلتنا الأخيرة للمدير بتاريخ 29 دجنبر 2014 و التي لقيت نفس مصير سالفاتها". جهاد بوحمدي، الكاتبة العامة بالمكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة التابعة ل"CDT"، قالت إن أوضاع الأطر الصحية بالمؤسسة المذكورة "مزرية" و"محرومة من أبسط الحقوق بالمقارنة مع دول أجنبية أخرى.. للأسف نحن هنا لا نلقى احتراماً مقابل ما نقدمه من خدمات"، موضحة أن عددا من المستخدمين يعيشون في ظلّ ظرف وشروط متدنية غير عاديّة بسبب "التأخر في التوصل بمستحقاتهم المالية". وترى جهاد، وهي تدلي بتصريحها الصحافي لهسبريس، أن وضع المستخدمين "المادي" يؤثر على مردوديتهم في العمل اليومي، "ننتظر لتسع أشهر من أجل التوصل بمستحقاتنا المادية وتسوية وضعيانا الإدارية لكن دون جدوى رغم المراسلات واللقاءات التي أجريناها مع الإدارة"، مشيرة إلى أن اللازم إداريا هو تسوية جميع الوضعيات العالقة مع نهاية العام الماضي، "نحن على مشارف شهر فبراير والحال بقي كما هو للأسف". وأوردت المتحدثة إلى ما قالت عنه "اعتماد مبدأ المحسوبية وتوزيع مناصب المسؤولية في المستشفى"، مضيفة أن تمثيلية الأطر الصحية النقابية طالبت الإدارة بفتح ترشيحات في تلك المناصب "لكن منحونا وعودا فقط لم تحقق لحد الآن"، قبل أن تتهم المسؤولين بسد باب الحوار في الآونة الأخيرة، "رفضوا لقاءنا ولأجل ذلك قررنا التصعيد في احتجاجنا بشل حركة العمل.. وما هي إلا البداية". وكان الملك محمد السادس، قد دشن يوم الأربعاء 23 يوليوز الماضي، المركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس" بوجدة، التابع لوزارة الصحة بقيمة استثمار بلغت 1.2 مليار درهم، إذ يوفر نحو 653 سرير، ويضمّ مستشفى للتخصصات ومستشفى للأم والطفل، ومركز لعلاج الحروق، ومصلحة للطب الشرعي، ومختبر مركزي، ومصالح للمستعجلات، وأيضا "المركز الجهوي للأنكولوجيا الحسن الثاني" و"مستشفى الصحة العقلية والأمراض النفسية".