شاعر موهوب وإعلامي كَيِس فَطِن دلف إلى بابي الأدب والتلفزيون بخطوات حثيثة دون أن يحرق أوراقه ولا سفنه الشعرية، حيث كان يزرع الكلمات والجهد ليحصد النجاح والتألق يوما بعد يوم، وديوانا بعد ديوان، وحلقة تلفزية بعد حلقة، وحضورا ثقافيا بعد حضور. ياسين عدنان، الذي رأى النور ذات يوم من سنة 1970 بمدينة آسفي، قبل أن يجاور سكان المدينة الحمراء منذ طفولته، استطاع أن يحفر لنفسه مكانا ثقافيا محترما تحت الضوء في بلد لا يهتم كفاية بما هو ثقافي، حيث يُحسب لهذا الأديب أنه أنزل مثقفين وأدباء من بروجهم العاجية ليخاطبوا المغاربة بلسانهم ويتحدثوا معهم على قدر فهمهم. عدنان الذي زاوج بين اقتراف غوايتي الشعر والقصة، تفوق في خيانة القصيدة مع القصة، كما برع في خيانة القصة مع القصيدة، وخانهما معا بكتابة المقالات والقراءات النقدية، قبل أن يتزوج بالتلفزة التي دشن فيها برنامجه "مشارف"، ذات يوم من أبريل 2006، باستضافة وجه أدبي ومعتقل سياسي شرس سابق، يدعى صلاح الوديع. ولعله من حسنات الرجل الذي يتسم بأناقة شخصيته وغناها، وفق تعبير الشاعرة والباحثة، العالية ماء العينين، أنه فتح ثلمة في جدار الثقافة بالمغرب، والتي عادة ما توصف باليتيمة في مأدبة اللئام، حيث بات المتلقي المغربي يتعرف عن كثب على وجوه ما كان ليعرف عنها شيئا لولا عدنان..ولكل هذا وذاك لا يمكن لياسين عدنان إلا أن يحل ضيفا كريما على نادي الطالعين في هسبريس.