قال الشاعر ياسين عدنان إن صورة الأمكنة في ديوانه الرابع "دفتر العابر" الذي صدر مؤخرا "تعكس مزاجي الخاص وحالتي النفسية قبل أن تصف الأمكنة". وأوضح عدنان في حوار خص به موقع "دويتشه فيلى" الألماني بثه اليوم الأربعاء ٬ أن في الديوان "تروبادور" يتنقل بين العواصم والمطارات محاولا استكشاف العالم بروح أندلسية تعتبر الآخر جزءا لا يتجزأ من الذات. وأقر بلغة الشاعر الذي يلتقط السوانح والمفارقات ويحاول صياغتها شعرا٬ بأنه ليس محايدا في هذا الكتاب ٬ وليس ذلك الرحالة المنصف لكنه مسافر يطارد ظلال الأمكنة٬ ظلال هشة مائعة وهندسة من سراب،وفق وكالة الأنباء المغربية. وعن تجربته مع كتابة الشعر والقصة اعتبر ياسين أنه متعدد بطبيعته ولا يؤمن بالحدود بين الأجناس الأدبية ولا بالزواج الكاثوليكي في الأدب٬ مستغربا حينما يطالبه البعض بالإخلاص للشعر على أساس أنه بدأ شاعرا ٬ لأنه يعتبر الخيانة في الأدب حقا من حقوق الكاتب ٬ لذلك يخون القصيدة مع القصة٬ ويخونهما معا في ما يخطه أحيانا من مقالات لتحقيق متعة وبهجة الكتابة. وعبر عدنان عن اعتقاده أن الشعر يبقى أكثر الأجناس الأدبية هشاشة٬ لكنه يعاني من ضعف الإقبال عليه ليس في المغرب فقط بل في كل العالم العربي حيث الناشرين يتبرمون منه٬ فيما زهد القراء عن دواوينه ٬ لذلك يرى ضرورة إفراد مزيد من المساحات للشعر عبر وسائل الاتصال الحديثة وانفتاح الشعراء على مبدعين آخرين لخلق ورشات فنية تحقق للشعر بعض الرواج. لأجل ذلك٬ يضيف الشاعر٬ حاول في السنوات الأخيرة التعامل مع فنانين مسرحيين وموسيقيين وتشكيليين في ورشات فنية هدفها الأساسي إيجاد قنوات جديدة تعبر من خلالها القصيدة إلى فضاءات جديدة للتلقي. وقال " نراهن على الشعر لخلق وجدان عام يتلقى الآخر كذات لها أحلامها وهمومها وأعطابها وتطلعاتها. لكنها ذات قابلة للتأثير والتأثر٬ تحتاج فقط إلى من يستكشف إنسانيتها" ٬ معتبرا أن الشعر موطن هذه الإنسانية ٬ وموطن الهشاشة ٬ ومرجعه الأول لاستكشاف الآخر والإنصات له. وبخصوص احتفائه بألمانيا في الديوان ضمن عدد من المحطات التي كانت موضوع سفرياته٬ أبرز أنها حاضرة من خلال برلين التي زارها أول مرة عندما نزل ضيفا على "مؤسسة هاينريش بول" في إطار برنامج للتبادل الثقافي في مجال الصحافة الثقافية٬ فعاد في ديوانه إلى بعض ما تبقى من هذا العبور القديم وما تركه من أثر. *تعليق الصورة: الشاعر المغربي ياسين عدنان.