أعلن الديوان الملك السعودي، اليوم الجمعة، أن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (79 عاما) تلقى البيعة ملكاً على البلاد وفق النظام الأساسي للحكم، ليكون سابع ملك للملكة العربية السعودية، وذلك عقب وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. قال بيان بثه الديوان الملكي إن "الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تلقى البيعة ملكاً على البلاد وفق النظام الأساسي للحكم. وبعد إتمام البيعة ". ولد سلمان بن عبد العزيز آل سعود في 31 ديسمبر 1935، وهو الابن الخامس والعشرون من الأبناء الذكور للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وهو أحد أهم أركان العائلة المالكة السعودية، إذ هو أمين سر العائلة ورئيس مجلسها، والمستشار الشخصي لملوك المملكة، كما أنه أحد من يطلق عليهم "السديريون السبعة" من أبناء الملك المؤسس. لزم الأمير سلمان العمل السياسي منذ صغره مجلس والده الملك عبدالعزيز، وشارك في العديد من المهام الخارجية منذ مطلع شبابه، كما تم تكليفه بتمثيل الدولة في عدد من المؤتمرات والاجتماعات على مدى خمسة عقود متتالية. تلقى سلمان تعليمه الأولي في مدرسة الأمراء بالرياض وختم القرآن كاملاً وهو في سن العاشرة في مدرسة الشيخ «عبد الله خياط» إمام وخطيب المسجد الحرام. دخل سلمان العمل السياسي وهو في ال 19 من عمره ، عندما تم تعيينه في 16 مارس1954 عين أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف بن عبد العزيز، وفي العام التالي 1955 عين أميراً لمنطقة الرياض، وظل في إمارة منطقة الرياض حتى 25 ديسمبر 1960 عندما استقال من منصبه، وفي 4 فبراير1963 صدر مرسوماً ملكياً بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض مجددا. وعلى مدار أكثر من نص قرن قضاها أمير للرياض، نَقْل الأمير سلمان العاصمة الرياض - بعد أن كانت مدينة صغيرة - إلى واحدة من أسرع مدن العالم نمواً وتطورا وحداثة. في الخامس من نوفمبر للعام 2011 صدر قرار من الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع خلفاً لأخيه الشقيق الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي وافته المنية في الثاني والعشرين من نوفمبر في العام نفسه. وبعد وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في 18 يونيو 2012 أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز أمراً ملكياً باختياره ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع. ونظرا لمرض الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإجرائه أكثر من عملية جرحية خلال العامين الماضيين، أصبح سلمان هو من يمثل الدولة في مختلف القمم والمؤتمرات الخارجية، ويرأس مجلس الوزراء نيابة عن الملك، ويرى مراقبون أن سياسة المملكة الخارجية، التي تتستم بالاستقرار، لن تشهد تغيرا في عهد الملك الجديد. يذكر أن آلية انتقال الحكم في السعودية حددتها المادة الخامسة في النظام الأساسي للحكم، ونظام هيئة البيعة الذي أصدر العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز قرارا بإنشائه في أكتوبر 2006، ليتولي اختيار الملك وولي العهد مستقبلا. وتنص المادة الخامسة من نظام الحكم على ان "نظام الحكم في المملكة العربية السعودية … ملكي، ويكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء .. ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم." وكانت المادة تتضمن بندا ينص على أنه "يختار الملك ولي العهد .. ويعفيه بأمر ملكي"، إلا أنه مع صدور نظام هيئة البيعة تم إلغاء هذا البند واستبداله ببند آخر ينص على أنه "تتم الدعوة لمبايعة الملك، واختيار ولي العهد وفقا لنظام هيئة البيعة". وتنص المادة نفسها أيضا على أنه "يتولى ولي العهد سلطات الملك عند وفاته حتى تتم البيعة"، كما نصت المادة السادسة من نظام هيئة البيعة ، على أنه "عند وفاة الملك تقوم الهيئة بالدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكا على البلاد وفقا لهذا النظام والنظام الأساسي للحكم".