تعرض مسجد مدينة "كولد لييك" بمحافظة ألبيرتا الكندية، لاعتداء من طرف مجهولين عَمدوا إلى تكسير الزجاج وتلطيخ واجهة المسجد بعبارات عنصرية، ضد المسلمين القاطنين بالمنطقة. وكان الهدفُ من الحادث العنصري، الذي يعود إلى الرابع والعشرين من أكتوبر الماضي، هو تأجيجَ مشاعر الكراهيّة لدَى الكنديين ضد المسلمين، إلا أن الرياح جرت بما لم يشتهيه المعتدون. وردّ العشرات من سكان المنطقة الكنديّين على الحادث العنصري بالإقدام على إصلاح ما اقترفتْه أيادي المعتدين، حيث قاموا بتنظيف واجهة المسجد من الكتابات العنصرية، وأصلحوا الزجاج المكسور. وتعبيرا منْهم عنْ استهجانهم واستنكارهم لِما صَدر من عبارات عُنصرية من طرف المُعتدين في حقّ المسلمين علّق المواطنون الكنديون لافتات كُتب عليها "أحبوا جيرانكم"، واستبْدلوا عبارة "عودوا إلى أوطانكم"، التي خطّها المعتدون على واجهة المسجد بعبارة "أنتم في وطنكم". وبينما انهمك المتطوعون في أشغال التنظيف والاصلاح، تكلف آخرون بتهيء وجبات طعام خفيفة لهم، كما أن قنوات تلفزية حضرت لتغطية حدث حضاري، يعبر عن مستوى وعي السواد الأعظم من المجتمع الكندي. وجاء الحادث العنصري يومين بعد حادث برلمان أوتاوا الذي ذهب ضحيته جندي كندي، إلا أن المجتمع الكندي رفض أن يُحمّل مسلمي كندا مسؤولية تصرف شخصين اعتنقا الإسلام حديثا، قبل اقترافهما جرائم لا تمتُّ إلى الإسلام بصلة. إلى ذلك تداول رواد الشبكة العنكبوتية مؤخرا شريطا تحت عنوان: "ردّةُ فعل الكنديين عندما ترفع شعارات معادية للإسلام"، حيث بيَّنت التجربة التي تم تسجيلها بالعاصمة أوتاوا، أن المجتمع الكندي يرفض الخلط بين الإرهاب والاسلام. ويذكر أنَّ جُل القنوات التلفزية الكنديّة الناطقة باللغة الانجليزية، رفضت عرض الرسوم الأخيرة لمجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، احتراما لمشاعر المسلمين الكنديين، بخلاف القنوات الناطقة بالفرنسية، والتي سارعت إلى نشرها، معللة ذلك بأن الأمر "يدخل في نطاق حرية التعبير". جدير بالذكر، أن وزير الشغل الكندي، "جيسن كيني" صرح خلال حفل استقبال الجالية المسلمة بالبرلمان الكندي، أنه توجد في شمال ألبيرتا جالية مسلمة قدمت إلى كندا منذ القرن التاسع عشر من لبنان؛ كما أن أول مسجد تم بناؤه بكندا كان "مسج الرشيد"، الذي تم تشييده بمدينة إدمونتون عاصمة محافظة ألبيرتا، سنة 1938.