تقضي آلاف الأسر في 1874 بناية بالأحياء القديمة بمقاطعة الفداء مرس السلطان، لياليهم وسط رعب حقيقي ومخاوف من احتمال تهاوي بيوتهم على رؤوسهم، في ظل توقعات بهطول أمطار وانخفاض كبير في درجات الحرارة. وبالرغم من الإعلان عن نتائج مخيفة في دراسة؛ كشف عن فحواها في سنة 2010، والتي تقول إن وتيرة انهيار المنازل في الفداء ومرس السلطان تصبح شبهَ يومية، خلال فترة التساقطات المطرية، مما أصبح يشكل تهديدا دائما للسكان ومستعملي الطريق العام، فإن المسؤولين يفضلون غض الطرف عن هذا المشكل الذي يهدد حياة السكان. فبعد انهيار بيت بالقرب من درب اليهودي، الحي الشعبي الذي يسجل أكبر كثافة سكانية ويستقطب حركة تجارية دؤوبة، ليلة السبت المنصرم، عاد الرعب ليستتب في نفوس سكان المنازل الآيلة للسقوط في هذه المقاطعة، التي تستقطب ما يزيد عن 65 في المئة من هذه البنايات، التي يبلغ عددها على صعيد مدينة الدارالبيضاء 2870 بناية. ووفق الدراسة التي أجرتها السلطات المحلية بالفداء مرس السلطان، فإن عدد البنايات التي يمكن ترميمها يبلغ 1464 بناية، في حين تم تصنيف 10 أحياء بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان ضمن الأحياء المتلاشية، 7 منها في مقاطعة مرس السلطان و3 في مقاطعة الفداء. ورغم من اقتناع مسؤولي مجلس مدينة الدارالبيضاء وعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، بخطورة الوضع على ساكنة هذه المناطق من العاصمة الاقتصادية، إلى أن تدخلهم لا يتجاوز حدود مكاتبهم ويطتفون بتداول المشاكل واقتراح معالجتها من دون المرور إلى الخطوات العملية. ويؤكد منتخبون من مجلس مدينة الدارالبيضاء، أن المسؤولين المحليين لا يعيرون مشكل الدور الآيلة للسقوط التي تهدد ما يزيد عن 360 ألف نسمة، الاهتمام الكافي. ويؤكدون أن "الدليل وراء ذلك، هو أن إثارة مشكل الدور الآيلة للسقوط سواء في درب السلطان أو المدينة العتيقة أو غيرها من مناطق الدارالبيضاء، التي تعاني من ذات المشكل، تظل مطبوعة بالموسمية، خاصة في حال تسجيل حالات لسقوط بيوت بسبب الأمطار أو بسبب بلوغها لمراحل لا يمكنها أن تظل متماسكة". ويرى بعض المنتخبين، المحسوبين على تيار الأغلبية في مجلس مدينة الدارالبيضاء، أن مشكل الدور الآيلة للسقوط في الدارالبيضاء التي يزيد عددها عن 3000 بناية آيلة للسقوط تستدعي تدخلا عاجلا من طرف الحكومة بكل مكوناتها للتسريع بحل هذه الإشكالية. ويطالبون "المسؤولين الحكوميين بضرورة تحمل مسؤولياتهم بشكل تضامني لتفادي كارثة إنسانية، والتوقف عن التحرك بشكل مؤقت كلما وقعت الكارثة، بعدما فشل المسؤولون المنتخبون محليا وعلى مستوى الدارالبيضاء من معالجة هذا المشكل سواء في درب السلطان أو الفداء أو المدينة القديمة أو باقي الأحياء الأخرى المعنية.