في بحثها المستمر عن أسواق عالمية جديدة، تشارك المنتجات الفلاحية المحلية المغربية للمرة الرابعة، في أسبوع برلين الأخضر الدولي بألمانيا، والتي تشرف عليها المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات. مشاركة الوفد الرسمي المغربي، الذي يرأسه عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، تطمح من خلاله المملكة الاستفادة من مكتسبات المشاركات السابقة، والترويج للمنتجات الفلاحية، خاصة المنتجات المحلية، والفواكه، والخضر، والفلاحة التضامنية. أخنوش أكد "أن حضور المنتجات الفلاحية المغربية في جميع القرارات، والإقبال الكبير عليها دليل على جودتها"، مبرزا أن وزارته "تقوم بمجهود في الأسواق الكبرى العالمية عن طريق عقود للتعاونيات الفلاحية، بهدف تحسين الإنتاج والتسويق". وجوابا على سؤال لهسبريس حول ما إذا كان المغرب سيركز على السوق الأوربية التقليدية، قال أخنوش إنه "رغم أنها شريك أساسي للمغرب، إلا أن هناك أسواقا تكتسي أهمية قصوى في إستراتيجية الوزارة، وخصوصا السوق الأسيوية، وفي مقدمتها الصين وروسيا". "الفلاحون المشتغلون في الفلاحة التضامنية يحتاجون المساعدة للوصول للأسواق العالمية"، يقول أخنوش الذي أبرز أن المشاركة المغربية الأخيرة في معرض دبي الدولي تكللت بالعديد من الاتفاقيات التي وقعها الفلاحون"، مشيرا "أن جميع المنتجات التي كانت في المعرض بيعت". وحول ما إذا كانت مثل هذه التظاهرات العالمية حلا للقضاء على الفقر، وتحسين دخل التعاونيات الفلاحية، أوضح الوزير "أنه رغم المشاركات العالمية، إلا أن السوق الداخلي يبقى مهما"، مشددا على ضرورة "توفر الجودة والتسويق الجيد حتى نضمن منتوجا فلاحيا جيدا". تفاصيل المشاركة المغربية وبلغ عدد العارضين المغاربة المشاركين في دورة برلين، حوالي 20 تعاونية ستعرض منتوجات فلاحية، هي زعفران تاليوين، نبات كبر آسفي، تمور المجهول، لوز تافراوت والحسيمة، زيت أركان، كسكس لميمة لمنطقة الرحامنة، التين المجفف ومشتقات الصبار والتين الشوكي. المشاركة المغربية التي تدخل في سياق استراتيجية مخطط المغرب الأخضر، وبرنامج تنمية المنتجات المحلية، التي وضعتها وزارة الفلاحة والصيد البحري، يعتبرها القائمون فرصة لإقامة شراكات تجارية جديدة، وزيادة الصادرات الفلاحية المغربية، وتحسين دخل صغار المزارعين. ويرغب المغرب، حسب المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، إلى تعزيز تصدير المنتجات الغذائية، والبحث عن فرص جديدة لهذا القطاع الاستراتيجي للاقتصاد المغربي"، مبرزة أنه سيتم "تسليط الضوء على تنوع وجودة المنتوجات الغذائية للمملكة". وتضيف المؤسسة أنها تهدف إلى "الزيادة في حصص الأسواق وتنويعها بالنسبة للمنتجات ذات القيمة المضافة العالية، والتعرف على أحدث مستجدات الأسواق الدولية، مشيرة إلى أهمية "الإطلاع على العادات الاستهلاكية الأوروبية بشكل عام والألمانية على وجه الخصوص. ويتواجد الجناح المغربي، الذي شيد على مساحة 485 متر مربع، عند المدخل الجنوبي لفضاء المعرض الشهير "ميسي برلين" الذي يحتضن الأسبوع الأخضر الدولي لبرلين، حيث تم تزيينه الجناح المستوحى من ساحة جامع الفنا في مراكش، ليعكس الطابع الفريد لتنوع وثراء الثقافة المغربية. ويعد أسبوع برلين الأخضر الذي انطلق سنة 1926، والذي يحتفل هذه السنة بدورته 80 أكبر وأهم معرض في العالم للأغذية والفلاحة والبستنة، كما أنه بمثابة عميد للمعارض الدولية المتخصصة في الصناعات الغذائية من حيث استمراريته وحجمه وأرقامه المهمة. وينظم المعرض على مساحة إجمالية قدرها 125 ألف متر مربع، كما يستقطب المعرض في دورته 80 التي تنظم من 16 إلى 25 يناير، أكثر من 1،600 شركة عارضة من ستين دولة. ويهدف المعرض الدولي ببرلين إلى استقبال أكثر من 420 ألف زائر، من بينهم 80 ألف من المهنيين، بالإضافة إلى أكثر من 5200 من الصحفيين الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام الدولية.