دقَّت جمعية الصداقة للأعمال الاجتماعية والحفاظ على المقابر، ناقوس الخطر، بسبب ما تعتبره " نتائج وخيمة وأخطارا تُهدد صحة المواطنين من جراء ما يقع في مقابر العاصمة من انتهاك لحرمة القبور والعَبث، مٌحذرة من شبح أمراض وأوبئة تُهدد صحة سكان العاصمة من جراء التمادي في انتهاكات حرمة القبور والعَبث بالجثث". مخاوف الجمعية، جاءت نتيجة "لوضع الجثث على عمق قريب من سطح الأرض ما يسهل عمليات النبش قصد الشعوذة وغيرها ، بالإضافة إلى كثرة الأزبال والقاذورات الأمر الذي يجعل من المقابر مَجالا خصبا لتكاثر المكروبات ويمهِّد لأمراض خطيرة وأوبئة تهدد كل المواطنين". شكاية لذات الجهة، موجهة لرئيس الحكومة، تنتقد فيها الأوضاع الكارثية لمقبرة لعلو وجُل مقابر العاصمة بعد أن "اكتظت عن آخرها وحُفِرت الممرات واستُعملت لدفن الأموات، فاشتدَّت حدة نبش القبور بحثا عن حفرة لدَفن ميت وتراكمت القبور والدفن العشوائي بطريقة غير شرعية، أكثر من جثة في نفس القبر وعمليات دفن الأموات المجهولين ليلا" تقول الشكاية. ولفتت ذات الوثيقة التي توصلت بها هسبريس، إلى انتهاكات وممارسات دنيئة تواكبها تجارة قذرة على هامش الموت، من قبيل "إفراغ قبور لدفن أموات جُدد يختلف موقعها وثمنها حسب المكانة الاجتماعية للميت وقدرة أهله على الأداء، زيادة على عظام رُفات وجثث أموات حديثة يتاجَر بها في سوق الشعوذة"، مشيرا إلى " صدمة مواطنين حين اكتشافهم اختفاء قبور أمواتهم واحتلالها لميت جديد ". وأشارت ذات الجهة المشتكية، إلى أن "الحالة المتردِّية لمقبرة لعلو وجل مقابر العاصمة وما يحدث فيها من فضائح يسيء لصورة العاصمة ويجعل منها نقطا سوداء تأثث مجالا يتناقض مع التطور العمراني والمشاريع والأوراش الكبرى التي تعرفها عاصمة المملكة، كما تعطي للسائح نظرة سيئة عن بلدنا ومجتمعنا وتأثر سلبا على سمعة المغرب في مجال حقوق الإنسان". وطالبت الجمعية المسؤولين، بالإسراع من أجل إصلاح قطاع المقابر قبل فوات الأوان وإنشاء مقابر جديدة ذات قدرة استيعابية كبيرة توازي النمو الديموغرافي والتوسع العمراني المتزايد، فضلا عن مطالب بالتصدي لكل أشكال الانتهاكات التي تتعرض لها المقابر العتيقة والمحافظة عليها بتوفير الحراسة والصيانة لتبقى فضاء آمنا للتأمل والترحم على الموتى في خشوع وطمأنين، زيادة على إنشاء مقبرة جديدة بضواحي العاصمة تكون نظيفة وآمنة وتحترم المعايير الإنسانية والشرعية لدَفن جميع أموات المُواطنين دون ميز أو حيف.