افتتح فيلم "ودَاعاً كَارمِن"، لمخرجه محمّد أمين بنعمراوِي، احتفاليَّة السنة الأمازيغيّة الجدِيدَة 2965 بالعاصمة الهولنديّة لاَهَاي.. وهو الحدث الذي تنظّمه مؤسسة صوت الشباب المغربي بهولندَا، على مساحة زمنيّة من 3 أيّام، ببرمجة تمتدّ على فنون السينمَا والمسرح والموسِيقَى. وقال مصطفَى بربوش، رئيس المؤسّسة التي تشرف على خامس احتفاليّة لها بحلول العام الامازيغِيّ، وسط مدينة "دِينهَاخْ"، إنّ الموعد الذي يعني العام الحالي "تمّ تمطيطه على أيّام عدّة حتّى يتمّ تضمِينه أشكالاً احتفاليَّة متنوعّة، تتطرّق للثقافة الأمازيغيّة عمُومَا، والثقافة الريفيّة على وجه التحديد". كما أضاف بربوش، في تصريح لهسبريس على هَامش رفع الستار عن الاحتفاء بمطلع العام الأمازِيغيّ 2965، أنّ "استمرار الاشغال على التعريف بالثقافة المغربيّة الأصليّة وسط العاصمة الهولنديّة على طول السنة، إضافة للاحتفال الدوري الذي عُهد تنظيمه مع بداية كل سنة من التقويم الأمازيغي والتي بلغت دورتها الخامسة على التوالي، راجع إلى الإصرار والمثابرَة المعرب عنهما من لدن كل نشطاء Marokkaans Jongeren Geluid وعموم شركائها". "ودَاعَا كَارمِن"، المنتوج الفلمي "المغربي البلجيكِي الإمَاراتيّ" الناطق بأمازيغيّة الريف، استهلّ بمشهد بحث للطفل "اعْمَار" وسط حشائش، تماما كمَا بحث الوافدُون على قاعة Pathe Spuimarkt عن تذاكر تمكّنهم من الولوج لفضاء السرد السينمائي.. مفلحين في ملء ثلاثة أرباع المقاعد المقابلة ل"الشاشَة الفضيَّة". فيلم Adios Carmen، الذي هو إنتاج للعام 2013 و وُوفِيَ عَارضوهفي Den Haag بنسخته التي وجّهت للمشاركة بالدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي لكونها تضمّ Sous-Ttitrage بالإنجليزيّة ، يعدّ الأقرب لما يلامس قصص الهجرة المطلقة من المغرب عموما، ومنطقة الريف بشكل خاصّ، خاصّة ضمن تطرقه لمسار حياة يافع، مشبع بالأمل والإنسانيّة، تخلّى عنه المقرّبون وعاداه الأصدقاء، وطالته محاولة اغتصاب من متربّص، بينما لاقَى عطفا من قلوب غرباء. المشاهد الحاملة للبصمات الإخراجيّة لبنعمرَاوِي، وهي التي لاحت متّسمة بتسارع مدروس، زيادة على الجمل الحواريَّة الريفيّة الملازمة للمعتاد اليوميّ، أفلحت في ضمان وصال تفاعليّ ما بين الحاضرين من المغتربين في هولندا، من جهة، وثقافتهم الأم المقترنة بفضاءات الريف الجغرافي واللغويّ والتاريخي، من جهة ثانيّة.. بينما عدّ الموعد، وفقا للمنظّمين بMJG، أوّل ولوج لفيلم أمازيغي إلى قاعة سينمائيّة هولنديّة. الاغتراب قدّم ضمن صورة فنيّة عبر مسار شخصيّة "اعْمَار"، الطفل المتمكّن من دور مفصليّ ب"ودَاعاً كَارمِن"، خَاصّة وأنّه قد فقد أباه في سن مبكرّة، كما رحلت أمّه مع زوجها الجديد خارج الوطن، بينما رَاعيه المفترض، ممثلا في خاله المفتقر لروح المسؤوليّة، زاد من وطء "غربة الديار".. فيما أذكت حدّتها اعتداءات أبناء الجيرَان إلى جوار تحرشات "البِّيدُوفِيل بُونْتْ".. بينما تم الاحتفاء بالفنّ السابع وهو يخلق الألفة بين "اعْمَار" ومحيطه عبر تمكينه من عالم افتراضي، متمثّل في العروض السينمَائيّة التي تقدّم ب"سينما الرّيف"، وسط زمن حكي يعود للعام 1975، كلّ ذلك جرّاء تنامي ارتباط وجداني ما بين الطفل اليافع والإسبانيّة كَارمِن التي تدير السينما المذكورة. جدير بالذكر أنّ الموعد الاحتفاليّ المنظّم من لدن مؤسسة صوت الشباب المغربيّ بهولندَا يتواصل اليوم بعرض Stand Up للكوميدي الريفي محمّد كمال المخلوفي، الحامل للاسم الفنيّ "بُوزيَان"، والذي يتنقل صوب العاصمة الهولنديَة، وتحديدا مسرح De Vaillant، ب"PIPI YOUYOU Show".. فيما برمجت، مساء غد في فضاء Lucent Danstheater، سهرة موسيقيّة ضامّة لفنَّانِين من طينة محمّد نوميديا ومجموعة تيفيور ويوسف الحسيمي، إضافة لبشرَى الأطلس ومجوعة احواش، مع برمجة معرض فني للتشكيلي محمد بطوي، وتخصيص تكريم للمرحوم سلام الريفي عن عطائه الموسيقي الذي اقترن لعقود بالتاريخ الفني لمنطقة الريف. "سبق لمواعيد احتفاليّة سابقة مماثلة أن خُصّص ريعها لأعمال اجتماعيّة بعدد من المناطق وسط الريف، أبرزها المساهمة في تجهيز دار للولادَة وكذا التدخل ضمن معاودة تأهيل مؤسسات تعليميّة.. فيما ريع احتفالية قدوم العام 2965 سيتمّ توجيهها، وفق ذات المسار الاجتماعي الإنساني، من أجل توفير العلاج لبعض الحالات التي تستدعي تدخلات جراحيّة بمنطقة الريف، شمال المغرب، ذلك أنّها تعاني من ضيق ذات اليد وتحتاج المساعدَة لإنقاذ الأرواح" يقول مصطفى بربوش لهسبريس.