اشتمل العدد الجديد من جريدة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة على العديد من الرسوم الكاريكاتيرية التي طالت من يُفترض أنه النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأيضا رسومات تتعلق بالأخوين "كواشي" الذين نفذا هجوما دمويا على مقر الجريدة، يوم الأربعاء الماضي. ووضعت الجريدة المثيرة للجدل على صدر صفحتها الأولى في عددها اليوم رسما كاريكاتيريا يرمز إلى الرسول محمد، بعينين دامعتين، وهو يحمل لافتة تقول "أنا شارلي"، تضامنا مع الصحيفة، وعبارة ساخرة مفادها "الجميع مغفورٌ له". وعرضت الصحيفة المعروفة باستهزائها من الأديان السماوية، خاصة الدين الإسلامي وشعائره ورموزه، لرسم كاريكاتيري آخر يُظهر الأخوين "كواشي" بلباس أسود، يحملان السلاح، ويطيران في السماء بأجنحة بحثا عن "الحور العين" في الجنة، قبل أن يقول لهما شخص آخر "إنهن برفقة صحفيي شارلي". وبثت الصحيفة رسوما ساخرة قديمة، أحدها للرسام "تيكنوس"، وهو أحد الضحايا الخمسة للهجوم الدموي على مقر الجريدة، والذي ورد فيه متطرفون إسلاميون يقولون "لا يجب المساس بأحد من "شارلي"، وإلا سيتحولون لشهداء ويدخلون الجنة ويظفرون بكل الحور العين". ووضعت الجريدة ذاته رسما ساخرا يتضمن مقارنة بين "متطرفين إسلاميين" وبين الصحفيين الذين قتلوا في مقر "شارلي إيبدو"، حيث جاء فيه مشهد رسام منهمك في عمله وبجانبه تعليق يقول "25 عاما من العمل"، وقبالته ملثم يقتل أبرياء مع عبارة "25 ثانية من العمل". وأوردت افتتاحية الصحيفة الفرنسية، التي دبجها رئيس تحريرها جيرارد بيارد قال فيها ما معناه أنه "منذ أسبوع استطاعت شارلي الصحيفة الملحدة، صنع معجزات أكبر من معجزات الأنبياء والقديسين". وأما "باتريك بيلو"، أحد أصدقاء الرسام "شارب" أحد أبرز رسامي "شارلي إيبدو"، والذي وقع ضحية هجوم الأربعاء الماضي، فقد كتب مقالا قال فيه "سيكون شارب سعيدا جدا بفضل ارتفاع مبيعات هذا العدد التاريخي". ويذكر أن عدد النسخ التي تم طبعها من جريدة "شارلي إيبدو"، من 60 ألف نسخة التي كانت تُطبع في الأيام الاعتيادية، إلى حوالي 3 ملايين نسخة، ثم تقرر رفع العدد إلى 5 ملايين نسخة، جراء الإقبال الجماهيري غير المسبوق على الصحيفة الفرنسية.