عاد الهجوم الدموي الذي استهدف جريدة "شارلي إيبدو"، قبل أسبوع مضى، بالنفع المادي والإعلامي على الصحيفة الساخرة التي اشتهرت باستهزائها بالأديان، خاصة ما يرتبط بالإسلام والنبي محمد عليه الصلاة والسلام. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم وقف العديد من الفرنسيين في طوابير طويلة لاقتناء العديد الجديد للصحيفة، باعتباره أول عدد بعد المجزرة التي تعرض لها طاقم "شارلي إيبدو"، حيث شوهد الكثير من الناس متسمرين في انتظار أن يصل دورهم لاقتناء العدد الجديد. وفي الساعة العاشرة صباح اليوم، أعلنت آلاف الأكشاك والمكتبات عن نفاذ نسخ الصحيفة الساخرة بسبب الإقبال الكثيف عليها، فيما طلبت نقط بيع أخرى من الزبناء العودة في الغد، من أجل الحصول على نسخهم من الصحيفة المثيرة للجدل. وانتقل عدد النسخ التي تم طبعها من الجريدة الساخرة، من 60 ألف نسخة التي كانت تُطبع في الأيام الاعتيادية، إلى حوالي 3 ملايين نسخة، ثم تقرر رفع العدد إلى 5 ملايين نسخة، جراء الإقبال الجماهيري غير المسبوق على الصحيفة الفرنسية. ووفق الاتحاد الفرنسي لموزعي الصحف، فإن 27 ألف نقطة بيع بفرنسا أعلنت كلها عن نفاد نسخ العدد رقم 1178 من جريدة "شارلي إيبدو"، كما أنها من المرتقب توزيعها في أكثر من بلدا في العالم، ووصلت إلى الهند وأستراليا، ما يجعل هذا العدد "تاريخيا" في مسار الصحيفة. ويفسر البعض الإقبال الكثيف من القراء في فرنسا على العدد الجديد من "شارلي إيبدو" بكونه يترجم الفضول الكبير لمعرفة ردة فعل الصحيفة، والاطلاع على خطها التحريري بعد الهجوم الدموي عليها، فيما يرى آخرون أن الإقبال نوع من الدعم المعنوي والمادي اتجاه الجريدة. وتضمنت الصفحة الأولى من العدد الجديد رسما كاريكاتيرا كبيرا يمثل النبي محمد، وهناك من قال إنه يرمز إلى الذات الإلهية، حيث يبدو صاحب الرسم بعينين دامعتين، في إشارة إلى أحداث الأربعاء المنصرم، ويحمل لافتة "أنا شارلي"، تحت عنوان "كل شيء مغفور". وكان محامي الجريدة الفرنسية، التي قُتل خمسة من صحفييها على يد متطرفين قتلا أيضا في تدخل أمني، قد أكد قبل أيام قليلة أن العدد الجديد يتضمن رسوما ساخرة للرسول، بينما نفت زينب الغزوي، صحفية مغربية بذات الجريدة، هذا المعطى، مبرزة أن العدد يحتوي على رسوم ساخرة من "الله شخصيا"، وفق تعبيرها.