قرر الفريقان النيابيان لحزب الاستقلال في البرلمان المغربي، مجلس النواب ومجلس المستشارين، عدم الحضور في الجلسات التشريعية المبرمجة عشية اليوم الثلاثاء، وذلك لتزامنها مع الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2965، والتي يطالب الحزب بجعلها "عيدا وطنيا". وراسل رئيسا فريقي حزب "الميزان" بمجلسي النواب والمستشارين، كلا من رشيد الطالبي العلمي، ومحمد الشيخ بيد الله، يبلغانهما اعتذار النواب، والمستشارين المنتمين للحزب عن جلسات يوم الثلاثاء، وطالبوا بتأجيل الأسئلة لجلسات لاحقة. وانتقل الفريقان والعديد من أعضاء الحزب، اليوم الثلاثاء، نحو مدينة أجدير في احتفال سيقوم به الحزب بمناسبة فعاليات السنة الأمازيغية، سيتوج ب"إعلان أجدير" والذي سيختتم به اللقاء المفتوح الذي يرأسه الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط. وطالب الفريق بمجلس المستشارين بتأجيل العديد من الأسئلة في جلسة الأسئلة الشفوية، في الوقت الذي طالب فيه الفريق بمجلس النواب بتأجيل السؤال الموجه لرئيس الحكومة، حول السياسات العامة، والذي كان يتمحور حول دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة. عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، قال في تصريح لهسبريس، إن "الخطوة التي أقدم عليها حزبه تأتي بسبب عدم استجابة رئيس الحكومة لمطالبه، والتي قدمها قبل سنة، والداعية إلى اعتماد رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنيا". وقال البرلماني إن عدم استجابة رئيس الحكومة يعتبر تعسفا في حق المؤسسة البرلمانية، وهو إخلال بمبدأ التوازن بين السلطات، موضحا أن المغرب عرف تراكمات مهمة في موضوع الأمازيغية منذ الخطاب الملكي بأجدير". وأشار بنحمزة إلى ما تلى الخطاب الملكي من تنامي الوعي بأهمية الأمازيغية في الحياة العامة، وهو ما تم تجسيده في دستور المملكة سنة 2011 بالنص، على اعتبار أن اللغة الأمازيغية لغة رسمية للمملكة إلى جانب اللغة العربية. بنحمزة قال في رده على سؤال لهسبريس، حول ما إذا كانت الخطوة التي أقدم عليها الحزب تعطيلا لعمل المؤسسة البرلمانية، إن "هذا قرار سياسي وسيادي للحزب"، مُطالباً الحكومة باعتماد رأس السنة الأمازيغية ضمن قائمة الأعياد الوطنية، في انتظار تفعيلها الرسمي وفق ما نص عليه الدستور. وأوضح بنحمزة أن المغاربة دأبوا على تخليد ذكرى السنة الأمازيغية بأشكال مختلفة، بتنوع واختلاف المناطق في المملكة منذ قرون، مما جعل هذا اليوم موروثا ثقافيا وحضاريا، وجب الحفاظ عليه وتعريف الأجيال المقبلة به. ولفت المتحدث إلى أنه يستلزم اعتماد اليوم المخلد لرأس السنة الأمازيغية ضمن قائمة الأعياد الوطنية، وهو مطلب قدمته العديد من الجمعيات الثقافية قبل سنوات، لكن المطلب اليوم تعززه وثيقة دستورية جاءت صريحة فيما يخص مكانة الأمازيغية. وجدير بالذكر أن حزب الاستقلال قرر منذ سنة 2013 اعتبار يوم فاتح يناير بالتقويم الأمازيغي يوم عُطلة مدفوعة الأجر، حيث يعطل العمل في جميع مقرات الحزب سواءً الفروع أو المفتشيات، كما يشمل هذا القرار جميع مؤسسات ومقرات الحزب التي يشرف عليها بصفة مباشرة، أو تلك التي تشرف عليها هيئاته وتنظيماته الموازية.