عاد حزب "بوديموس" الإسباني ليثبت تفوقه من جديد في المشهد السياسي الإسباني، بعدما تصدر قائمة "أول قوة سياسية في إسبانيا" وذلك للمرة الثالثة على التوالي في استطلاع للرأي أجرته صحيفة "إلباييس" ، حول المرشحين بقوة للظفر بالانتخابات التشريعية المقبلة. الاستطلاع الذي أجرته الصحيفة في ال7 وال8 من الشهر الجاري، يوضح أنه في حال تم إجراء الانتخابات في الوقت الراهن فإن حزب "بوديموس" الذي يقوده "بابلو اغليسياس" سيحتل المرتبة الأولى بنسبة 28.2 في المائة من الأصوات، متبوعا بالحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بمعدل 23.5 في المائة، فيما نال كل من الحزب الشعبي وحزب المواطنة ما مجموعه 19.2 في المائة. واستطاع "بوديموس" أن يزيح الأحزاب الكلاسيكية التي اعتادت تصدر المشهد السياسي الإسباني لسنوات عديدة، علما بأنه لم يمض على تأسيسه أكثر من سنة، في وقت تمكن فيه "حزب المواطنة" الذي يقوده "ألبيرت ريبيرا" من نيل ما نسبته 8 في المائة من الأصوات رغم مرور شهر فقط من إعلان نيته المشاركة في للإنتخابات المقبلة. كما أظهر استطلاع صحيفة "إلباييس" أن 64 في المائة من المواطنين الإسبان ينظرون بتشاؤم كبير لما ستحمله سنة 2015، في المقابل 63 في المائة يرون بأن معدل البطالة في اسبانيا سيعرف ارتفاعا مقارنة بسنة 2014. أما فيما يخص تقييم الشخصيات السياسية، فقد استطاع "ألبيرت ريبيرا" الذي يقود "حزب المواطنة" من تصدر القائمة بمعدل (+5)، ووفق ذات الاستطلاع فإن أغلبية المصوتين على حزب "بوديموس" ملحدون ولا دينيون، نفس الشيء عن حزب "اليسار الموحد"، كما أن متوسط أعمارهم 43 سنة. وصرح "بابلو اغليسياس" عن حزب "بوديموس" في مؤتمر صحفي، عقب ظهور نتائج الاستطلاع، أنه "عازم على الفوز في الاستحقاقات المقبلة سواء على مستوى المحافظات أو في الانتخابات التشريعية القادمة"، مضيفا أن قيادي الحزب على استعداد تام للقيام بما يلزم لإنجاح الحملة الانتخابية. ويعد "بوديموس" من أشد المناوئين لمغربية الصحراء والمناصرين لجبهة البوليساريو، حيث لا يفوت أي فرصة دون الإدلاء بتصريحات مثيرة تضرب في عمق الوحدة الترابية للمملكة، وتتهم المغرب ب"استعمار الأقاليم الجنوبية واستغلال ثرواتها الطبيعية، وأنه يغزو هذه المستعمرة الإسبانية"، كما أنه لا يعترف باتفاقية مدريد لسنة 1976 بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا والتي بموجبها تم تسليم الجنوب للمغرب. تقدم حزب "بوديموس" جاء في وقت تعيش فيه الساحة السياسية الإسبانية تفاقما لقضايا الفساد، ما جعل شعبية ماريانو راخوي تتراجع بشكل ملحوظ، خاصة بعد بروز وثائق سرية نشرتها صحيفة "إلموندو"، تكشف تورطه في قضية صندوق الرشاوى، وتلقيه رواتب غير مصرح عنها، إضافة إلى قضية تورط ابنة خوان كارلوس كريستينا في احتيالات ضريبية واختلاس أموال لصالح شركة "نوص" التي يترأسها زوجها إينكاي أرودانغارين.