ساعات بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر "شارلي إيبدو" الفرنسية، انتشر هاشتاغ « je suis charlie » بين مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك للتعبير عن التضامن مع المجلة الفرنسية، غير أن هذا "الوسم" تحول إلى موضوع للجدل في المغرب بين من يعتبر أن استخدام هذا الهاشتاغ هو تعبير عن التضامن مع المجلة الفرنسية ورفض للإرهاب، وبين من يعتبر أن رفض الإرهاب لا يستلزم بالضرورة تأييد المجلة الفرنسية المعروف عنها سخريتها من الأنبياء والديانات. هذا النقاش كانت ساحته مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه لم يمنع من أن يتصدر المغاربة ترتيب دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط للأكثر استخداما لهاشتاغ "أنا شارلي"، حيث تظهر خريطة تفاعلية نشرها موقع تويتر على أن المغاربة كانوا أول من تفاعل، يليهم الجزائريون ثم التونسيون، بينما كان تفاعل دول الشرق الأوسط محدودا. وكشفت الخريطة أن الساعات الأولى التي أعقبت الهجوم على المنبر الإعلامي الفرنسية هي التي شهدت أكبر عدد من الاستخدام لهاشتاغ "أنا شارلي"، على اعتبار أن الهجوم شكل صدمة عالمية، ولم يكن يدور في خلد جواكيم رونكين، المدير الفني لمجلة "ستيليست" وهو يضع هذا الهاشتاغ لأول مرة، أنه سيصير صاحب ثاني أكثر هاشتاغ استعمالا في تاريخ التويتر، بعد أن تم استخدامه لأكثر من 5 ملايين مرة، متجاوزا بذلك هاشتاغ "أعيدوا إلينا بناتنا" الذي تم إطلاقه على خلفية احتجاز جماعة "بوكو حرام" الإرهابية للعشرات من الفتيات في نيجيريا. من جهة أخرى برز من استغلوا ما حدث ل"شارلي إيبدو" في تحقيق أرباح مادية، ذلك أن البعض قام بطبع هاشتاغ "أنا شارلي" على القمصان وأصبح يعرضها للبيع على الأنترنت، وهو السلوك الذي أثار استهجان الكثير من الفرنسيين، خصوصا وأن ثمن القميص الواحد يصل إلى 30 أورو، كما أن العديدين ممن كانوا يتوفرون على نسخ قديمة ل"شارلي إيبدو" قاموا بعرضها لأجل البيع إلكترونية بأسعار خيالية فاقت 3 آلاف أورو لقاء 3 نسخ من الصحيفة التي ستعاود الصدور منتصف الأسبوع القادم.