تعيش تونس المخضبة بدماء أكثر من 20 قتيلا لقوا حتفهم في الهجوم الإرهابي على متحف "باردو"، على وقع القلق والخوف، من تأثير الهجمات الأخيرة على السياحة التونسية، والخوف من تزايد العمليات الإرهابية في مناطق مختلفة في البلاد. وفي خضم كل هذه المخاوف انطلقت منذ يوم الأربعاء المنصرم حملة عالمية لمساندة تونس في صراعها مع الإرهاب، إذ ما إن تم الإعلان عن الحصيلة النهائية للعملية الإرهابية حتى دبت الحرارة في شعاب مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن التضامن مع تونس. وهكذا تم إطلاق هاشتاغ "أنا تونسي" الذي لقي تجاوبا في مختلف دول العالم وذلك على غرار هاشتاغ "أنا شارلي" الذي تم إطلاقه عقب الهجوم الإرهابي الذي طال المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو". ومازال التفاعل مع هذا الشعار مستمرا، لدرجة أن الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس كتب على صفحته في تويتر "كلنا تونسيون، أنا تونسي"، كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لمواطنين ينتمون لدول آسيوية، أوروبية وأمريكية وهم يحملون لافتات كتب عليها "أنا تونسي" بمختلف اللغات، بينما استعمل آخرون هاشتاغ "أنا باردو" نسبة إلى المنطقة التي وقع فيها الهجوم. وتمكن الهاشتاغ من أن يصبح من بين أكثر الهاشتاغات تداولا في تويتر خلال الساعات القليلة الماضية، خصوصا بعد أن قامت عدد من وسائل الإعلام الأجنبية بإنجاز برامج خاصة للتعبير عن التضامن مع تونس، وجعلت عنوانها هو "أنا تونسي"، كما أن الصحافي والمخرج الفرنسي المعروف سيرج مواتي أعلن تنظيمه خلال الأسبوع القادم لرحلة إلى تونس تضم العشرات من الفنانين والصحافيين الفرنسيين. الهجوم على متحف "باردو" وجه ضربة قاسية للسياحة التونسية التي ما فتأت تستعيد شيئا من عافيتها مع عودة الاستقرار السياسي إلى تونس، وهو ما دفع العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق حملة أخرى اختاروا لها "سأزور تونس هذا الصيف"، وذلك في محاولة لإعادة الثقة للسياح الأجانب من أجل زيارة تونس ودعم قطاعها السياحي الذي يوفر أكثر من 800 ألف منصب شغل مباشر. بالموازاة مع ذلك استنكر عدد من الصحافيين التونسيين والفرنسيين جريدة "ليبيراسيون" الفرنسية التي خرجت بعنوان على صدر صفحتها الأولى يقول "انتهت تونس، انتهت السياحة"، في تعليقها على أحداث الذي هزت العاصمة التونسية يوم الأربعاء، وذلك لما لهذا العنوان من تأثير سلبي على نفسية السياح الفرنسيين الراغبين في زيارة تونس.