لمْ تكد العاصمَة الفرنسيَّة تخرج منْ أيَّام مروعة عاشتها عقب الهجوم على صحيفة "شارلِي إيبدُو" السَّاخرة، حتَّى جرى الهجُوم مجددًا في ألمانيا، على صحيفة "همبورغ موركن بوست"، بهامبورغ، عبر إشعال حريق في مقرها. ولم يسفر الهجُوم الذِي نفذ مع الساعة الثانية والعشرين دقيقة من صباح الأحد، عن سقوط قتلى وضحايا، وسط افتراض بأن يكون الاعتداء على علاقة بإعادة نشر الصحيفة رسومًا كانتْ قد نشرتها صحيفة شارلِي إيبدُو من باب التضامن. الصحيفة الألمانيَّة الجهويَّة نشرتْ على صحفتها الأولى ثلاثة رسوم ساخرة من رسُول الإسلام منذ الهجوم على "شارلي إيبدُو"، لما اعتبرته دعما لمبدأ حرية التعبير.. والسيطرة على الحريق في مقر الصحيفة تمت بسرعة كبيرة، كما أنَّ استهداف المقر في وقت لمْ يكن به صحافيُّون حال دُون وقوع خسائر في لأرواح. في غضون ذلك، يرى المحققون أنَّه لا يزَال من المبكر التأكيد بأنَّ للهجوم على مقر الصحيفة الألمانيَّة صلة بما تعرضتْ له باريس، حتَّى وإنْ كانت هجمات باريس ستكُون مدخلًا إلى البحث عمَّنْ دبرُوا الهجُوم. من جانبها، ذكرتْ صحيفة "بيلدْ" الألمانيَّة أنَّ هجمات باريس المروعة قدْ يكون لها ما بعدهَا، ولنْ تقف عند فرنسا، وساقتْ عن مصدرٍ لها في المخابرات الأمريكيَّة، أنَّ أوروبا قدْ تعرف سلسلةً من الهجمات الإرهابيَّة خلال الأيَّام القادمَة. وكالة الاستخبارات الأمريكيَّة رصدَتْ بحسب الصحيفة تواصلًا بين قياديِّين في تنظيم "الدولة الإسلاميَّة" الإرهابِي يتحدثُون فيه عنْ هجومات جديدة، وهو الهاجس ذاته الذِي كان قدْ دفع بلدانًا في القارة العجُوز إلى الاستنفار بعد الأربعاء الماضي، وإعلان استنفار يستبقُ تلقي هجماتٍ مباغثة.