منحت باريس صحيفة "شارلي إيبدو" المواطنة الفخرية، وعرض الرسام ألبرت أديرزو، صاحب شخصية "أستريكس" الكوميدية الشهيرة، أن يرسم لها، في حين تدفق الدعم على الصحيفة بعد تعرضها لهجوم مسلحين. وقالت وزيرة الثقافة الفرنسية، فلور بيليرين، إن الحكومة مستعدة لمنح الصحيفة مليون أورو كي يمكنها الاستمرار في الصدور خلال الأسبوع المقبل، وتواصل لأسابيع أخرى تالية. وقتل 12 شخصا في الهجوم على مقر "شارلي إيبدو"، بينهم رئيس التحرير وكبار الرسامين، مما أثار موجات صدمة داخل وخارج فرنسا.. وقتل المشتبه بهما بعدما حاصرتهما الشرطة في مطبعة ببلدة شمال باريس. وأعلن أديرزو، البالغ من العمر 87 عاما والذي ابتكر شخصية "أستريكس" الفرنسية الكوميدية الشهيرة، أنه سيعود من التقاعد للمساعدة في اصدار الصحيفة الأسبوعية التي تعتزم طباعة مليون نسخة من إصدارها ليوم الأربعاء المقبل. وانهالت موجة دعم غير متوقعة على "شارلي إيبدو" التي لا تجذب سياستها التحريرية، التي تنشر رسوما جنسية فاضحة وتضع تعليقات فوضوية، عددا كبيرا من القراء.. إذ هبط توزيعها إلى 30 ألف نسخة لكل عدد ضمن معدل مبيعاتها العام الماضي. لكن الاستنكار الشديد للهجوم، الذي عبرت عنه الاطياف السياسية المختلفة والمسيرات العفوية، أظهر أن الصحيفة الأسبوعية الصغيرة، الخالية من الإعلانات، ترمز إلى ارتباط مشترك بحرية التعبير. وقالت آن هيدالجو، رئيسة بلدية باريس، في جلسة لمجلس المدينة إن "المواطنة الفخرية للعاصمة نادرا ما تعطى، وكانت تمنح في السابق للمقاومين العظماء ضد الدكتاتورية والهمجية"، وأضافت: "باختيار منحها لشارلي إيبدو تظهر مدينتنا باريس لصحيفة بطلة الاحترام الواجب للأبطال". وحملت الصفحة الرسمية للمدينة على الإنترنت "شارة سوداء" تحمل عبارة "باريس هي شارلي".. بينما قال الرسام أديرزو إن أعماله الكوميدية لا يربطها أي شيء مشترك بصحيفة شارلي إبدو، لكنه أضاف لإذاعة "أوروبا 1" أنه يريد التعبير عن صداقته للرسامين الذي دفعوا الثمن من أرواحهم".