يحاولَ وسطَاء فرنسيُّون ربطَ الاتصال معْ المشتبه في تنفيذهمَا هجوم "شارلِي إيبدُو" الإرهابِي، إثر احتجازهمَا رهينة فرنسيَّة، صباح اليوم، في مبنًى ببلدة دامارتان، الواقعة على بعدِ ثمانين كيلومترًا شرقي العاصمة الفرنسيَّة. بدءُ العمليَّة الثالثة التي تستهدفُ فرنسا في غضون أيَّام، كانَ بنفاذِ الأخوان شريف وسعِيد كواشِي إلى مقاولةٍ في البلدة الصغيرة، واحتجزَا بها رهائن، فيما يحاول آلاف الأمنيِّين، بمعية خمس طائراتٍ مروحيَّة، أنْ ينهوا هذا الوضع دون تعريض المحتجزين للخطر. وممَّا جعلَ عناصر الأمن يتريثُون في اقتحام مسرح الاحتجاز، بحسب البرلماني الفرنسي إيفيسْ ألبريلُّو، وجود رغبة محتملة لدَى المشتبه بهما في أنْ يموتَا برصاص الأمن الفرنسي، لينالَا ما يريانهَا "شهادةً في سبيل الإسلام"، ممَّا يجعلهما لنْ يترددَا في قتل من يوجدون معهما، دون التفكير في الاستسلام. وأفضَى اقتحامُ المسلحين للمنشأة إلى احتجاز شخصٍ واحد على الأقل، يعمل في شركة مختصة في الطباعة والإشهار.. ما جعل الشركات الأخرى المجاورة تصدرُ أوامر لعمالهَا بعدم الخرُوج، موازاةً مع طلب الأمنِ من السكان عدم مغادرة البيُوت وإسدال الستارات. وعلى السَّاعة العاشرة وثمانية وأربعين دقيقة انتقل وزيرُ الداخليَّة الفرنسي، برنَار كازِينُوفْ، إلى دامارتان، فيما جرى قطعُ الطريق المؤديَّة إلى البلدة، التِي لا يزَال التأهبُ فيها بدرجاته القُصْوَى، في انتظار ردِّ فعل المحتجزِين. وفي تطورٍ أخير، اقتحم شخصٌ مسلحٌ متجرًا مخصصا لبيع منتوجات لليهود في منطقة "بورت دو فانسينْ" بضواحي باريس، احتجز فيها 5 رهائن مهددًا بقتلهمَا.. وأوضح صلته بالأخوين كواشي حين كشف للمتواصلين معه من الشرطة أن خطوته مرتبطة بالمصير الذِي سيلاقِيه الأخوان فِي دامارتان. وفي الوقتِ الذِي حلَّ برنَار كازينُوفْ بالبلدة التي تشهدُ عمليَّة الاحتجاز، وتتواصلُ عمليَّة التطويق الأمنِي، صرح رئيس الوزراء الفرنسي، بأنَّ ما حصل من اعتداءاتٍ إرهابيَّة متواليَة، على بارِيس، يؤكدُ بالملمُوس وجود حاجةٍ إلى إجراءاتٍ جديدة. فالسْ أوضحَ أنَّ فرنسا في حربٍ الإرهاب، لا ضدَّ دينٍ أوْ حضارة، في إشارةٍ إلى عدم تحميل المسلمِين وزر الأحداث، فيما كانَ الرئيس الفرنسي، فرانسوَا هولاند، قدْ شددَ في خطابه، أول أمس الأربعاء، على وجوب الحفاظ على الرُّوح الوطنيَّة في خضمِّ كلِّ ما يحصل، وإنْ كان المعتدُون سيعاقبُون بحزمٍ.