مع قرب دخول كل سنة ميلادية جديدة تعمد الأجهزة الأمنية المغربية بكل تلاوينها لتعزيز تواجدها بالشارع، عبر الرفع من درجة تأهبها، تحسبا لأحداث فجائية يمكن أن تؤثر على الأمن العام، خاصة بعد ظهور ما يسمى الدولة الإسلامية "داعش"، وقبلها تنظيم القاعدة. تواجد الأمن بشوارع المملكة والأماكن السياحية والنقط الحدودية، يرده مسؤولو الأمن، إلى رغبتهم في درء أي خطر يمكن أن يستهدف أمن وسلامة المواطنين، حيث تنتشر القوات العمومية بشكل يجعل وجودها بارزا للعيان، بهدف بث الطمأنينة في النفوس، معتمدين على التدخل الاستباقي. الناظور، وباعتبارها مدينة حدودية، تتوفر على معابر عدة تفصل بينها وبين مليلية الرازحة تحت السيادة الإسبانية، ما يجعلها مدينة بمعايير خصوصية، شهدت تعزيز إجراءات الأمن بشكل ملفت للانتباه. جريدة هسبريس وقفت على بعض ما أعدته المنطقة الإقليمية للناظور وغيرها من الأجهزة الأمنية، من تدابير وإجراءات ترمي إلى أن تمر ليلة "رأس السنة الميلادية" في المدينة بأمن وسلام. سدود قضائية وانتشار أمني عمدت المنطقة الإقليمية لأمن الناظور إلى وضع سدود قضائية بمداخل المدينة والبلديات المحيطة بها، حيث زيادة على السد القضائي لطريق تاويمة وطريق أزغنغان، تم إضافة آخر بمدخل مدينة بني أنصار. والهدف من هذه السدود القضائية يتجلى أساسا في مراقبة السيارات الوالجة لهذه المنطقة، والتي تعتبر الطريق الرئيسية للوصول إلى مدينة مليلية قبلة الراغبين في قضاء ليلة رأس السنة في جو أوروبي صاخب. ومنذ تعيين رئيس المنطقة الأمنية الجديد بالناظور، نبيل لعوينة، عرفت الناظور انتشار عناصر أمنية بالزي الرسمي في مختلف الشوارع والنقاط المهمة، وهي الخطوة التي اعتبرها رئيس الشرطة ضرورية لبث الطمأنينة في نفوس المواطنين، وتخويف الجانحين، وجعلهم يفكرون أكثر من مرة قبل مخالفة القانون. غير أن الساعات التي تسبق نهاية 2014 شهدت زيادة في الانتشار الأمني بمختلف أرجاء المدينة، حيث استعانت المنطقة الأمنية بكل عناصرها، معلنة 24 ساعة بدون راحة لرجال الأمن بكل رتبهم. باب مليلية باعتبارها أهم معبر حدودي، عمدت مفوضية شرطة الحدود لتعزيز تواجدها ومراقبتها للوالجين للثغر، بحضور شخصي لرئيسها، حيث فعلت حملة مراقبة شديدة، مع ارتفاع ضغط الراغبين في قضاء ليلة رأس السنة بمليلية. ويدقق الحرس المدني الإسباني في كل شخص يتقدم أمامهم بجواز سفره، ما أغضب الكثيرين، ومن بينهم حميد، أحد أبناء مدينة الناظور، والذي منع من الدخول لمليلية بعد وقوفه أمام الشرطي الإسباني الذي طالبه بالعودة من حيث أتى. حميد أكد لهسبريس أنه كان يمني النفس بقضاء ليلة رأس السنة، رفقة أصدقائه بالمدينة التي تعرف أجواء احتفالية، وأضاف "في الناظور ليس هناك مكان لقضاء ليلة متميزة عكس مليلية، لكن مزاج الشرطي حرمني من ذلك". ووقفت هسبريس على تواجد رئيس مفوضية الحدود عند آخر بوابة بالمعبر، حيث يراقب الصف الطويل للمواطنين الراغبين في دخول المدينة، مستعينا بعناصر أمنية، حيث إنه منذ السادسة صباحا وأفواج من الشباب يقصدون المدينة، موردا أن المنع طال عددا منهم خلال الزوال. فرخانة والمهاجرون بعد تشديد الخناق على معبر بني أنصار، وتعزيز الأمن فيه، عمد مهربو المشروبات الكحولية لقصد النقطة الحدودية فرخانة، من أجل تمرير سلعهم، غير أن يقظة الأمنيين وعناصر الجمارك مكنت من حجز أزيد من 200 قنينة من الخمور المهربة، كما تم توقيف حاملين لها. ويعيش المسؤولون الأمنيون والسلطة المحلية على أعصابهم خلال الساعات المقبلة، ومرد ذلك لتقارير تفيد بكون المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء الكبرى سيعمدون لاقتحام السياج الحدودي لمليلية، وذلك بعد هجمات فعلت خلال ال24 ساعة المنصرمة، والتي تمكن خلالها 156 فردا من العبور. ويستغل المهاجرون المستقرون بأحراش الغطاء الغابوي لجبل كوروكو، انشغال الأمنيين الإسبان باحتفالات نهاية رأس السنة الميلادية، للرفع من محاولاتهم رغبة في معانقة حلمهم، حيث شهد السياج الحدودي خلال الساعات الماضية هجومات متتالية لأزيد من 800 من المهاجرين غير النظاميين. حملة أمنية وكعادة الأمن كل سنة، يرتقب أن تفعل المنطقة الإقليمية لأمن الناظور حملة أمنية بمختلف شوارع المدينة، تمتد لغاية الساعات الأولى من الصباح لفرض القانون والأمن، حيث تجوب دوريات للأمن العمومي وعناصر الشرطة القضائية كل الشوارع. ويركز عناصر الأمن بالناظور، مثل باقي المدن الأخرى أيضا، على الشوارع والفضاءات التي تعرف ارتفاع دينامية السير والجولان للباحثين عن قضاء ليلة متميزة ينهون بها السنة، غير أن سوء حظ البعض يقودهم لبدء العام تحت تدابير الحراسة النظرية.