المغاربة بين أكثر عشرة شعوب متفائلة حول العالم بما سيحملهُ عامُ 2015؛ وإنْ كان الأزمات الاقتصاديَّة والاضطرابات الأمنيَّة والسياسيَّة، ما تنفكُّ تتوالَى فِي المنطقة، ذاكَ ما كشفتهُ مؤشر مؤسسة "غالُوب" الأمريكِي، في أحدث مؤشر لها. ووفقًا للدراسة التِي جرى القيام بها ما بينَ شهريْ شتنبر ودجنبر من العام الجارِي، فِي 65 بلدًا حول العالم وشملَتْ ما يزِيدُ عنْ 64 ألف متسجوب، استطلعتْ انطباعاتهم وتوقعاتهم لما ستكُون عليه الأمور العام المقبل، فإنَّ المغاربة كانُوا خامس شعب متفائل حول العالم. ويرى 68 بالمائة من المغاربة الذِين سئلُوا عمَّا إذَا كانُوا يستبشرُون خيْرًا بالعام القادم، أنَّ ثمَّة ما يبعثُ على التفاؤلُ، في حين استبعدَ 32 بالمائة أنْ تحمل السنة القادمة أمورًا إيجابيَّة. أمَّا على الصعِيد الاقتصادِي فرأى 60 بالمائة من المغاربة أنَّ المملكة مقبلة على أيَّام أفضل مما عاشته. ومنْ مفارقات التقرير الحديث لمعهد "غالُوب" أنَّ دُولًا فقيرة، تتذيَّلُ مؤشراتٍ دوليَّة كثيرة في الرفاهية والتنمية البشريَّة والخدمات، كانتْ أكثر تفاؤلًا، من دول أخرى تؤمنُ لمواطنيها، حدًّا معينًا من شرُوط العيش الكريم، حيثُ كانت أفغانستان وباكستان وفييتنام منْ بين الشعوب العشرة الأكثر تفاؤلًا. في غضون ذلك، كانتْ دولة فيجِي الصغيرة أكثر دولة في العالم يتفاءلُ شعبها بما سيحملهُ العام القادم، حتى أنَّ 78 في المائة من مستجوبِيها، لمْ يخفُوا "تفاؤلهم"، فيما كان السعُوديُّون رابع شعوب العالم استبشارًا، بنسبة 68 فِي المائة. في المقابل، بدَا اليُونانيُّون أكثر شعبٍ متشائمٍ بما ستحملهُ 2015، حيثُ لمْ تتخطَّ نسبةُ المتفائلِين 11 في المائة، بسبب الأزمة الاقتصاديَّة التي لا تزَال جاثمةً بتبعاتها الاجتماعيَّة على البلاد. أمَّا الفرنسيُّون فكانُوا ضمن أكثر عشرة شعُوب متشائمة حول العالم، إذْ لمْ يبدِ منهم تفاؤلًا بعام أفضل سوى سبعة عشر في المائة، وهو ما رأتهُ أوساط إعلاميَّة نذيرَ شؤمٍ للرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، التي يتحدثُ عن استعادة الأسر ثقتها في الوضع بالبلاد، بعد تدنِي شعبيته إلى مستوياتٍ غير مسبُوقة. أمَّا اللبنانيُّون الذِين يخشونَ وصول حمم النزاعات الطائفية في المنطقة إلى دارهم، فكانُوا أكثر العرب تشاؤمًا بما سيحمله العام القادم، حتى أنَّ 74 في المائة، جزمُوا بأنَّ 2015 لنْ تكون أفضلَ حالًا من العام المنقضِي، إنْ لمْ تكن أسوأ.