اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة أمريكا الشمالية بالموقف الجديد الجريء الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمواجهة الغالبية الجمهورية في الكونغرس، وبالعلاقات بين واشنطن وحلفائها في أعقاب تسريبات العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن بشأن التجسس على القادة الأوروبيين، إضافة إلى الازمة السياسية في اليونان، ومكافحة التغييرات المناخية. وهكذا، كتبت صحيفة (دو هيل) أنه على الرغم من هزيمة الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي في أكتوبر الماضي، فإن الرئيس أوباما يبدو مصمما على فرض أجندته السياسية على الحزب الجمهوري الذي سيتولى السيطرة على الكونغرس في عام 2015. وتعتقد الصحيفة أن قوة الاقتصاد الأمريكي، الذي مكن من خفض معدل البطالة إلى أدنى مستوياته في ست سنوات وخفض العجز العام بما يقارب 40 بالمئة عن العام الماضي، بدأت تساهم في نهاية المطاف في تعزيز شعبية الرئيس . وأبرزت الصحيفة، نقلا عن مصادر مقربة من البيت الأبيض، أن الرئيس الذي "يشعر أكثر راحة" بعد الانتخابات التي جرت في نونبر الماضي، عازم على مواصلة سياساته "الاستباقية وأحيانا الأحادية"، كما هو الحال بالنسبة لموضوع الهجرة، والتقارب مع كوبا، واتفاق المناخ مع الصين. ومن جانبها، أبرزت صحيفة (واشنطن بوست) أنه على الرغم من الغضب الذي أثارته تسريبات العميل السابق في وكالة الأمن القومي بشأن مراقبة مزعومة لواشنطن للهاتف الجوال للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فإنه لم يتم قطع علاقات التعاون بين البلدين في مجال الاستخبارات. ووفقا للصحيفة، فإن رد الفعل السلبي ضد الولاياتالمتحدة في أعقاب تسريبات سنودن غالبا ما يخفي واقعا أكثر تعقيدا لألمانيا وحلفاء آخرين لواشنطن الذين غالبا ما يستاؤون من الطبيعة "التدخلية" لجهاز المخابرات الأمريكية منذ أحداث 11 شتنبر ، لكنهم مع ذلك يعتمدون عليها إلى حد كبير. وذكرت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين ألمان وأمريكيين، أن ألمانيا قدمت سرا، خلال العام الماضي، معلومات مفصلة لأجهزة المخابرات الأمريكية عن المئات من المواطنين الألمان والمقيمين بشكل قانوني يشتبه في انضمامهم للجماعات المسلحة في سوريا والعراق. وبكندا، تطرقت (لوجورنال دو مونريال) للانتخابات البرلمانية التي ستجرى في اليونان، حيث كتبت أنه حتى لو أكدت أوروبا والمؤسسات المالية الدولية أن اليونان ليس لديها مصلحة في إثارة أزمة سياسية جديدة، فإن اليونانيين سيكونون مدعوين إلى صناديق الاقتراع يوم 25 يناير المقبل بمناسبة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد فشل انتخاب رئيس البلاد من قبل البرلمان. ومن جانبها، كتبت (لو دوفوار) أن هزيمة حكومة المحافظين في البرلمان اليوناني واحتمال تعويضها من قبل حزب جديد مناهض للتقشف، بعد إجراء انتخابات مبكرة في المستقبل القريب، قد وضعت اليونان في صدارة مسرح الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن معظم المراقبين غير قلقين على الانهيار الذي من شأنه أن يؤدي ذلك في منطقة الأورو بأكملها، فإن البعض يحذر من نوع آخر من العدوى التي لن تكون اقتصادية في المقام الأول، بل سياسية. على صعيد آخر، كتبت الصحيفة نفسها في مقال آخر، أن التوقيع خلال 2015 بباريس على اتفاق بشأن مكافحة تغير المناخ سيكون طموحا بما فيه الكفاية لتفادي الأسوأ، مؤكدة على أن مصداقية المفاوضات التي جرت تحت رعاية الأممالمتحدة توجد على المحك. على الصعيد الكندي، كتبت (لا بريس) أنه حتى من دون مشروع خط أنابيب "كيستون إكس إل" فإن النفط الكندي يجد طريقه إلى محطات ومصفاة التكرير في تكساس في الولاياتالمتحدة، من خلال خطوط أنابيب جديدة، الأمر الذي يعلن حرب أسعار مع الموردين الرئيسيين الآخرين للعم سام، وخاصة من أمريكا اللاتينية. وحسب الصحيفة، فإن حرب أسعار قادمة لا محالة بين كنداوأمريكا اللاتينية، وخاصة المكسيك وفنزويلا، وأن هذا الأمر من شأنه إشباع ظمأ المصافي الأمريكية للنفط الثقيل في خليج المكسيك التي ستخرج فائزة. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أنه على الرغم من أن 2014 شكلت سنة الإصلاحات الهيكلية الكبرى التي وضعت الرئيس انريكي بينيا نييتو باعتباره واحدا من القادة الصاعدين دوليا لانفتاحه على التغيير والاستثمار الدولي، فإنها السنة التي اختتمت بكونها الأكثر مصيرية، خاصة مع " أزمة حقوق الإنسان التي أصبحت لا يمكن إنكارها مع اختفاء 43 طالبا ومع وجود أدلة على إعدام خارج نطاق القضاء في حادثة تلاتايا، فضلا عن ارتباطا ذلك مع عدم الاستقرار الاقتصادي في نهاية العام". وأضافت الصحيفة أنه في متم عام 2014 استمر تعثر الاقتصاد في متغيراته الرئيسية مع تحقيق نسبة نمو قد تصل إلى 2 في المئة، أي ما يقرب من نصف التوقعات الأصلية للحكومة (3.9 في المئة)، وكذا تدهور العملة الوطنية أمام الدولار (دولار يساوي 15 بيزو تقريبا)، وانهيار أسعار النفط التي وصلت أمس إلى 47.4 دولارا للبرميل الواحد، بعيدة عن 81 دولارا المتوقعة أصلا. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (ال يونيفرسال) إلى ظاهرة معاناة المراهقين المكسيكيين وسقوطهم كضحايا في سياق تزايد العنف في البلاد، مبرزة أنه في ظرف عقد من الزمن قتل 10 آلاف و876 طفلا ومراهقا، وفقا للمعهد الوطني للإحصاء والجغرافيا. وببنما، أشارت صحيفة (لا برينسا) إلى أن رئيس الجمهورية خوان كارلوس فاريلا، جدد الثقة أمس الإثنين في القاضي نائب رئيس المحكمة الانتخابية، إدواردو فالديز إسكوفري، لشغل المنصب ذاته لولاية ثالثة تمتد على 10 سنوات، مشيرة إلى أن القرار خلف سيلا من الانتقادات وصلت إلى حد التشكيك في توفر رئيس الجمهورية على "الإرادة السياسية من أجل اختيار أسماء جديدة لتجديد المحكمة الانتخابية". على صلة بالموضوع، اعتبرت صحيفة (بنماأمريكا) أن هذا القرار أثار حفيظة قطاعات متعددة من المجتمع كالت انتقادات كثيرة لرئيس الجمهورية بÜ"الزبونية" و"عدم احترام إرادة المواطنين"، موضحة أن عددا من المنتقدين ربطوا بين تجديد الثقة في القاضي وقرارات المحكمة الانتخابية الاخيرة بقبول الطعون وإلغاء نجاح 12 نائب برلماني من حزب التغيير الديمقراطي المعارض في الانتخابات العامة لرابع ماي، وهو ما صب في صالح الحزب البنمي الحاكم. أما بالدومينيكان، فقد توقفت صحيفة (ليستين دياريو) عند إعلان وزير الخارجية، أندريس نافارو، أن الوضع في المناطق الحدودية بين الدومينيكان وهايتي، اللذين يقتسمان جزيرة (هيسبانيولا) بالبحر الكاريبي، طبيعي وأن دخول الهايتيين إلى البلاد بطريقة غير شرعية تعتبر ظاهرة طبيعية كما يحدث في باقي دول العالم، مؤكدا على تعزيز السلطات إجراءات المراقبة على طول الحدود البالغة 400 كلم بما يكفي من "الحزم والمسؤولية والشفافية". وأضافت الصحيفة أن المسؤول الدومينيكاني عبر عن أمله في أن تستقر الأوضاع السياسية في هايتي وأن تستأنف اللجنة الثنائية رفيعة المستوى اجتماعاتها. ومن جانبها توقفت صحيفة (إل ديا) عند مصادرة الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات بالدومينيكان أكثر من 10 طن من الكوكايين والماريخوانا والهيروين خلال سنة 2014 بفضل التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، بالإضافة إلى اعتقال 26 ألف شخص متورط في عمليات الاتجار بالمخدرات وحجز 311 سلاحا ناريا و1900 سيارة تم استعمالها في عمليات تهريب المخدرات.