هيمنت نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية التي فاز فيها الباجي قائد السبسي بنسبة ناهزت 56 في المائة، على اهتمامات الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء. ففي تونس، كتبت صحيفة (الصباح) في افتتاحيتها "إذا ما كنا - كتوانسة - وبصرف النظر عن انتماءاتنا الجهوية والسياسية والعقائدية، نريد لتجربتنا الواقعية في الإصلاح والانتقال الديمقراطي أن تتواصل ولا تنتكس، ولتونس بلدنا أن تظل عزيزة ومنيعة وآمنة ومزدهرة، فما علينا الآن إلا أن نغلق بطريقة متحضرة + قوس+ الانتخابات الرئاسية - بعد أن باحت أمس بنتائجها الأولية - وأن نضع اليد في اليد لرفع تحديات المرحلة في أبعادها المختلفة، وبخاصة منها الأمنية والتنموية". وأضافت أن هناك درجة من "الخراب" مهولة ومعلومة هي من مخلفات "عهد دولة الفساد والاستبداد المنهارة يجب أن تتعهدها عاجلا دولة الجمهورية الثانية بالترميم والإصلاح". من جهتها، كتبت صحيفة (الشروق) في افتتاحيتها.. "باستكمال الانتخابات الرئاسية التي كللت بفوز الباجي قائد السبسي تكون البلاد قد طوت صفحة الانتقال الديمقراطي وودعت صفحة المؤقت بما فيه وفتحت صفحة جديدة في تاريخها الحديث...". وقالت إن المطلوب اليوم، على الخصوص، هو "إصلاح الشروخ التي ظهرت على الجسد الواحد والإسراع بترميم الروح التونسية حتى يتسنى تخليص الوحدة الوطنية مما يكون قد علق بها من ادران نتيجة عوامل الاحتقان والتجاذب الذي عاشته البلاد طيلة اربع سنوات، وإحداث التوافق الوطني المطلوب حول المهمات الأساسية والأولويات التي لا تحتمل التأجيل، والانصراف إلى انجاز ما ينفع الناس من قضاء على الإرهاب وبسط للأمن والاستقرار ودفع عجلة التنمية ....". ومن جانب آخر أشارت (الصباح) إلى أن مدينة الحامة شهدت، منذ أول أمس، احتجاجات على خلفية نشر نتائج سبر الآراء عبر العديد من القنوات التلفزية، تخص فوز الباجي في سباق الانتخابات الرئاسية لحظة غلق مكاتب الاقتراع، مضيفة أن رجال الأمن تدخلوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع بعد حرق المحتجين للعجلات المطاطية أمام مركز للشرطة بالحامة. وأوردت الصحيفة بلاغا لوزارة الداخلية تستنكر فيه الاعتداءات المجانية على مركزي الشرطة والدرك بالجهة أثناء احتجاجات على نتائج الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية. وأفادت صحيفة (المغرب) في نفس السياق أن حالة الاحتقان والمواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية تواصلت يوم أمس بمدينة الحامة بولاية قابس. وكانت الاحتجاجات قد انطلقت بعد إعلان نتائج الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية من خلال مؤسسات سبر الآراء والتي تداولتها بعض وسائل الإعلام المرئية، وأشارت إلى فوز السبسي قبل الإعلان الرسمي من قبل الهيئة المستقلة للانتخابات، مضيفة أنه بعد الإعلان الرسمي عن النتائج الأولية تجمع العشرات من المواطنين جلهم شباب بوسط مدينة دوز بولاية قبلي، ورفعوا شعارات منددة ب(نداء تونس) والرئيس المنتخب السبسي. وتحت عنوان "حتى لا نكون كالتي نقضت غزلها..."، كتب المحرر السياسي في صحيفة (الضمير) في افتتاحية العدد أن "نتائج الانتخابات تثير من جديد لغطا وتجاذبات حادة، وصلت حد الاحتجاجات الميدانية على غرار ما وقع في بعض المناطق.."، مضيفا "اليوم نحن أمام سيناريوهات متعددة للمستقبل، فإما أن نعي أن الثورة لحظة فاصلة باتجاه المستقبل، وننظر إلى حجم الغضب الذي يعتمل في النفوس، وإلى جانبه حجم التحديات المطروحة على بلادنا، ونفكر بمنطق وفاقي، فيه مراعاة للمصالح العليا للوطن... أو تغلب علينا الأنانية ونعيد البلاد إلى أجواء الاستئثار بالحكم والانتقام من الخصوم، إضافة إلى الإقصاء والتهميش، وفي هذه الحال فإن المآل واضح لا جدال في ذلك". وفي الجزائر، قالت صحيفة (أخبار اليوم) في تعليقها على نتائج هذا الاقتراع الرئاسي، إن "الرئيس الراحل لحبيب بورقيبة عاد ليحكم تونس من جديد"، معتبرة أن الأمر "ليس نكتة سياسية، بل يمكن اعتباره حقيقة دقيقة بعد انتخاب الباجي قائد السبسي رئيسا (لتونس ما بعد الثورة)، حيث يعتبر هذا الأخير أحد أبرز رموز الفترة البورقيبية بما فيها من سلبيات كبرى"، وتوقعت أن تضع نتائج الانتخابات "تونس على صفيح ساخن". وكتبت صحيفة (صوت الأحرار) في عمود يومي أن تونس صارت لديها الآن "حكومة شرعية مستندة إلى إرادة الشعب، ورئيس منتخب ديمقراطيا، ومعارضة تمثيلية قادرة على ممارسة الرقابة على العمل الحكومي، وسيكون التقارب في القوة والحضور الشعبي دافعا للقوى السياسية لمزيد من الاقتراب من المجتمع، والنزول بالسياسة إلى الأرض من أجل تمثل آمال الشعب التونسي، والسعي إلى تحقيق طموحاته". وخصصت مديرة نشر صحيفة (الفجر) عمودها اليومي لانتخاب السبسي رئيسا لتونس التي قالت إنها "تخطو اليوم خطوة جريئة نحو بناء ديمقراطي حقيقي، مبعدة عنها شبح العودة إلى التيار الأصولي (...)، وتونس تخطت إحدى المراحل الصعبة في تاريخها، بفضل وعي شعبها وانخراطه في اللعبة السياسية، وبفضل تجند مثقفيها وإعلامها حماية لتونس التي لا ثروة لها إلا وعي أبنائها وثقافتهم ورقيهم". ورأت أن "الأصعب الذي يبقى، هو كيف ستواجه القيادة الجديدة المشاكل الاقتصادية الجمة التي ورثتها عن حكم بن علي وزادتها تعقيدا مرحلة حكم النهضة. وهي اليوم مطالبة بفرض استقرار أمني واجتماعي لأنه وحده الكفيل بمنحها المناخ الضروري لعودة السياحة عصب الاقتصاد التونسي". وتناولت صحيفة (الخبر) الموضوع من زاويتها الخاصة وقالت إن "شفافية الرئاسيات التونسية تحرج السلطة الجزائرية"، ملاحظة أن نجاح تونس في الخروج من مرحلتها الانتقالية بتنظيم انتخابات شفافة "قد أثلج صدور أحزاب المعارضة في الجزائر، بغض النظر عن الفائز فيها، لكونها ترى فيه نموذجا ناجحا سترفعه ضد السلطة في الجزائر التي ظلت ترفض التغيير وتخيف الرأي العام بتجارب 'الربيع العربي' الأخرى غير الناجحة". وفي موريتانيا، تناولت الصحف المحلية مواضيع متفرقة من جملتها حصيلة التعاون بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي خلال سنة 2014. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (الشعب) إلى أن التعاون بين الجانبين شمل خلال السنة الجارية قطاعي التجارة والنقل، والمجتمع المدني والثقافة وتشييد بعض الطرق ودعم الاستراتيجية الوطنية لتسيير الهجرة ومكافحة الفقر وبرنامج التحسين المستديم للسكان الأكثر تأثرا بالأزمة الغذائية لهذه السنة. ونقلت الصحيفة عن وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية الموريتاني سيدي ولد التاه ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في نواكشوط خوسي أنطونيو سابادل، قولهما خلال اجتماع تقييمي لحصيلة التعاون بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي في سنة 2014، إن هذا التعاون الذي شمل جوانب عديدة تنموية واقتصادية ومؤسسية، سيتطور أكثر خلال 2015. ومن جهتها، أشات صحيفة (لاتريبين) إلى أن الغلاف المالي الذي قدمه الصندوق الأوروبي للتنمية لموريتانيا منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي تجاوز ال669 مليون أورو، 191 مليون منها، غطت الفترة ما بين 2001-2007، و209 مليون خلال الفترة من 2008 إلى 2013، فيما ينتظر أن يصل إلى 195 مليون أورو بالنسبة للفترة ما بين 2014- 2020، وهو تاريخ انتهاء صلاحية معاهدة كوتونو. وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف المحلية إلى ترحيب موريتانيا ودعمها للمساعي الحميدة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية من أجل المصالحة بين مصر وقطر وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، ودعوتها الطرفين إلى "اتخاذ كافة الخطوات التي من شأنها إزالة كل الخلافات بين البلدين الشقيقين وتشجيع التعاون الثنائي، خدمة لمصالح الأمتين العربية والإسلامية".