ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد اهتماماتها على عدد من القضايا الإقليمية الراهنة وفي مقدمتها المصالحة المصرية القطرية التي تمت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين، وتطورات القضية الفلسطينية على صعيد الأممالمتحدة، ومستجدات الأزمة السورية، وكذا الوضع السياسي المتأزم في اليمن مع ما يرافقه من انفلات أمني متزايد. وفي قطر، كتبت صحيفة (الشرق) القطرية في افتتاحيتها بعنوان ( صفحة جديدة من التضامن العربي) أن التطورات التي جرت أمس على صعيد "تمتين العلاقات بين دولة قطر وشقيقتها جمهورية مصر العربية"، تأتي كخطوة طبيعية في إطار تعميق التضامن العربي في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية وما تواجهها من تحديات خطيرة. واعتبرت الصحيفة أن دولة قطر ظلت تقف على الدوام وفي كل الاوقات والعهود الى جانب مصر، بل ولم تدخر جهدا في تقديم كل ما يلزم من دعم مادي ومعنوي للشعب المصري ، وذلك في اطار ما يربط بين البلدين من أواصر عميقة وروابط أخوية متينة. وأكدت أن هذه التطورات فتحت " صفحة جديدة " في تاريخ الامة العربية، وهي صفحة تعزز سبل التكامل والتعاون اللامحدود من أجل تحقيق المصالح العليا للشعوب والتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة في هذه المرحلة. أما صحيفة (الراية) فقالت في افتتاحيتها بعنوان ( دعم دولي للحق الفلسطيني) أن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة مشروع قرار بعنوان "حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره" إضافة إلى اعتماد الجمعية العامة قرارا أمميا بالسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية ، جاء في توقيته تماما. وأضافت أن المطلوب الآن عربيا وفلسطينيا استثمار هذا الموقف للضغط على مجلس الأمن لتبني القرار الفلسطيني خاصة أن يطالب بالتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل خلال عام، على أساس انسحاب الاحتلال من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة ، قبل نهاية عام 2017. ومن جهتها كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها بعنوان (اقتلوا أسباب الإرهاب.. أولا) أن الاعلان عن قتل قادة كبار ومتوسطين، في تنظيم (داعش) هو- دون أدنى شك- سيؤثر على قدرة هذا التنظيم القتالية، غير أنه ليس كافيا لمحوه من الوجود. وأكدت أن قتل قادة التنظيمات المتطرفة، لا يقتل التطرف، إطلاقا وهو ما يقول به مقتل زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، ويقول به مقتل الزرقاوي.. . وبعد أن أوضحت أن جذور التشدد، ضربت عميقا، في تربة هذا العالم أكدت على ضرورة البحث أولا عن المسببات التي تؤدي إلى انفجار التشدد، ومعالجة هذه الأسباب وهو ما ظلت تنادي به قطر من أعلى المنابر وذلك وفق رؤية مفادها " لا للظلم.. لا للاستئصال.. ولا لعزل أي تنظيم من الحياة السياسية، أو محاولة قتله بالكبت والعنف (..) لأن الظلم، يولد الشر". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، عن اتفاق قطر ومصر أمس على فتح صفحة جديدة في علاقاتهما، وذلك بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن العزيز . وأشارت في هذا السياق إلى لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الديوان الملكي السعودي خالد التويجري ومبعوث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لتفعيل مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز للمصالحة بين البلدين. وأضافت (الاتحاد) أن السعودية رحبت في بيان صادر عن الديوان الملكي بتوطيد العلاقات بين البلدين، بعدما استجابت الدولتان لمبادرة خادم الحرمين الشريفين، مشيرة إلى تأكيد الرئاسة المصرية من جانبها على أن مصر تتطلع "إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي". كما تطرقت الصحيفة إلى إعلان قطر ترحيبها بالبيان السعودي واستجابتها لما جاء فيه. ومن جانبها، كتبت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها، أنه مع نهاية كل سنة تتجدد أماني الشعوب بعام جديد مليء بالسلام والرخاء والأمن والاستقرار، مضيفة أنه بالرغم من تكرار تلك الأماني من دون أن تتحقق في كثير من الأحيان إلا أنها تبقى مشروعة وضرورية لأن الأمل يبقي الإنسان متطلعا لغايات وطموحات جديدة. وشددت على أن "منطقتنا التي تعج بالكثير من التحديات والمشكلات تبدو أحوج ما تكون إلى تلك الأماني خاصة أن العام الذي يلملم أوراقه مستعدا للرحيل بعد 10 أيام كان مليئا بالتطورات المؤسفة وإن حمل بعضها أخبارا جيدة ومبشرة بالخير". وأشارت في هذا السياق إلى أن سنة 2014 شهدت انتشار التطرف والإرهاب "بشكل يكاد يكون غير مسبوق والتهم مناطق واسعة من بلدين عزيزين وشعبين شقيقين هما العراقوسوريا". وخلصت إلى أن الجميع ينتظر حلولا للتحديات في العام الجديد وتعزيزا للصف العربي ما يؤدي في نهاية المطاف إلى التخفيف من بحر الاحتقان والتوترات. أما صحيفة (الخليج) فتطرقت في افتتاحيتها إلى اتخاذ 180 دولة من مجموع الدول الأعضاء ال 193 في الأممالمتحدة قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة. واعتبرت الصحيفة أن الدول التي عارضت وامتنعت عن تأييد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني تشكل " لطخة سوداء في جبين البشرية والعالم المتمدن "، مضيفة أنها "تمارس سياسة لا أخلاقية ملفقة وتعلق دعمها للعدوان والتوسع والعنصرية ومعاداتها العلنية للعدالة وإرادة المجتمع الدولي الجامعة والموحدة حول حقوق الشعب الفلسطيني". وأشارت في هذا السياق إلى اعتراض إسرائيل والولايات المتحدة وكندا إضافة إلى "جزر مجهرية تسمى "دول" مثل مارشال وبالاو وميكرونيزيا ومجموع سكانها كلها لا يتجاوز سكان مخيمات النصيرات وعين الحلوة وبرج البراجنة وجنين". وتطرقت صحيفة (الوطن) من جانبها، في افتتاحيتها إلى المعارضة الأمريكية لمشروع القرار العربي أمام مجلس الأمن الدولي بخصوص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، مبرزة في هذا الصدد أن واشنطن طمأنت تل أبيب أن القرار لن يمر في مجلس الأمن الدولي. ولاحظت الصحيفة أن العالم " الذي تعاطف مع إسرائيل بذريعة أنها حمل يواجه ذئاب تغيرت نظرته 180 درجة إذ أصبح يرى في إسرائيل ذئبا يطارد حملا أعزلا يستحق الحماية والحقوق التي سلبت منه"، موضحة أن بعض دول العالم بدأت تقتنع بأن "الوقت الذي منح لإسرائيل كي تستقر وتبني دولتها قد نفد تماما ولم يعد أمامها غير أن تعترف بدولة فلسطينية يمكن أن تتعايش معها في سلام وأمن ". وفي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها بعنوان "عودة القوة الناعمة" أن " الثقافة المصرية بمختلف وسائلها (مسرح، سينما، إذاعة، صحافة، أدب) ظلت على مدى عقود طويلة مسيطرة على وجدان ووعي الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، حتى أطلق عليها الخبراء مصطلح "القوة الناعمة" باعتبارها قوة غير مسلحة تؤثر سلميا على المشاعر والاهتمامات والوجدان والقيم والأفكار والمعتقدات والمبادئ والأهداف". وترى الصحيفة أن "الثقافة ليست فقط مباني وشخصيات، ولكن محتوى يعبر عن الواقع ويرسم صورة المستقبل، من خلال الأدب والدراما والإعلام، ما يتطلب من المبدعين التكاتف من أجل صناعة سينما تخاطب العقل لا الغرائز، وتقدم صورة حقيقية عن المجتمع بكل المتغيرات التي مر بها، وأن تضئ أنوار المسارح بعد أن أظلمت معظمها طوال السنوات الأخيرة، وتستعيد رسالتها التنويرية التي كانت تقدمها منذ أكثر من قرن". وأكدت أن "عودة القوة الناعمة لن تتم إلا باستعادة الثقافة المصرية لزخمها التاريخي، وظهور أجيال جديدة من المبدعين الذين يستطيعون التعبير عن الواقع، والتأثير في وجدان الجماهير لزرع قيم ايجابية كثيرة نحتاجها لبناء مصر الجديدة، ولإعادة التلاحم بين الشعوب العربية، ولنتمتع بربيع عربي حقيقي يمزج بين الأصالة والمعاصرة بعيدا عن قوى الظلام والإرهاب والاستبداد". من جهتها ترى صحيفة ( الأخبار ) في مقال بعنوان "كشف حساب" أنه رغم كوارث تراجع أسعار النفط على الكثير من دول العالم إلا أن الانخفاض انعكس ايجابيا علي الموازنة المصرية لعام 2014-2015 حيث يتوقع تراجع دعم الطاقة إلي النصف أي توفير حوالي 50 مليار جنيه مصري من اعتمادات الدعم ليبقى السؤال هل تكتفي الحكومة باستخدام التوفر الكبير من بند دعم الطاقة في تخفيض عجز الموازنة أم تتعامل مع الأمر بأسلوب اقتصادي أكثر فاعلية. وأبرزت الصحيفة أن " الخيارات كثيرة منها أن يتم توجيه هذا الوفر الضخم إلى الاستثمارات العامة في مشاريع البنية التحتية بما يهيئ المجال لجذب المستثمرين وتحقيق طفرة اقتصادية تستوعب العدد الكبير من العاطلين". وأكدت أنه "رغم أن هذا الخيار هو الأجدى اقتصاديا إلا أن هناك خيارات أخرى منها زيادة اعتمادات الصحة والتعليم، وإقامة مجمعات للصناعات الصغيرة في كافة المحافظات بقروض حسنة وهو ما سينعكس بكل تأكيد على رضا المواطن". وتحت عنوان "مصر وسوريا.. الشعب سينتصر" قالت صحيفة (الجمهورية) إن " التحرك المصري لحقن دماء أشقائنا في سوريا ينطلق أساسا من حرص مصر على الأمن القومي العربي الذي تضرر كثيرا بالقتل بين الإخوة السوريين الذي تدخلت فيه قوى أجنبية معادية لسوريا كإحدى قلاع العالم العربي المعادية للاستعمار والصهيونية". وأضافت أن " وقف التناحر الدموي في سوريا يصب في مصلحة الشعب السوري الذي يواجه بصبر أخطار التجزئة ويتحمل القتال والتشريد منذ سنوات مؤمنا بأن الشعب سوف ينتصر وأن المؤامرات الخارجية سوف تتحطم في النهاية لتعود سوريا قلعة عربية صامدة". وفي قراءتها لواقع المشهد السياسي في اليمن ، اعتبرت صحيفة (الثورة) أن حركة الانتقال السياسي الني ينشدها اليمنيون "لا يمكنها التحقق في ظل بقاء رموز العمل السياسي القديم في المنظومة السياسية والثقافية "، مضيفة أن التجديد في البناءات الاجتماعية وفي المؤسسات التي تشكل الواجهة المثلى للمجتمع المدني الحديث، كالأحزاب والمنظمات والجمعيات والنقابات "قد يصنع حركة انتقالية وتغييرية واسعة النطاق وذات أثر حضاري وثقافي ملموس". وسجلت الصحيفة أن اشتغال القوى الوطنية في اليمن "كان اشتغالا على تحقيق الأمجاد الذاتية أو الأمجاد التنظيمية والحزبية، ولم تكن الأيديولوجيا الناظمة لها ذات منطلقات وطنية بحتة"، مشددة على أن "المستقبل الوطني الآمن والمستقر، لن يتحقق إذا ظلت رموز المجتمع القديم هي الفاعل الأبرز في سماء المشهد السياسي اليمني ". وارتباطا بالانفلات الأمني الذي تعيش على إيقاعه البلاد، كشفت صحيفة ( نيوز يمن ) أنه خلال سنة 2014 قتل 152 جنديا وأصيب قرابة 480 آخرين من قوات الأمن الخاصة اليمنية ، خلال العمليات والمهام التي نفذت منذ بداية العام الجاري 2014. ونقلت الصحيفة عن قائد قوات الأمن الخاصة اللواء الركن عبد الرزاق المروني قوله "إن قوات الأمن الخاصة وفروعها في المحافظات نفذت خلال العام الجاري أكثر من 114 ألف تحركا ومهمة أمنية متنوعة، في إطار مهامها للحفاظ على الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والجريمة وضبط مرتكبيها". في السياق ذاته، أفادت صحيفة ( اليمن اليوم ) بأن وزارتي الدفاع والداخلية استنفرتا أجهزتهما الأمنية والعسكرية في عدد من محافظات اليمن وخاصة حضرموت ولحج وعدن ( جنوب البلاد) إثر تلقيهما معلومات استخباراتية عن اعتزام تنظيم (القاعدة) تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مقرات عسكرية وأمنية ونفطية . ووفقا لمصدر رفيع بوزارة الداخلية ، تضيف الصحيفة ، فقد وجه وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان قادة قوات الأمن الخاصة ومدراء عموم الشرطة بالعاصمة صنعاءوالمحافظات باتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات والتدابير الأمنية اللازمة لتأمين وحماية جميع النقاط والمواقع العسكرية والأمنية والمنشآت والمصالح الحكومية الهامة ، محملا مدراء الشرطة وقوات الأمن الخاصة مسئولية أي تقصير في هذا الجانب.