تحت ضغط الأحزاب السياسية الإسبانية، طالبت حكومة مدريد على لسان وزيرة خارجيتها ، ترينيداد خيمينيث، اليوم الثلاثاء، انعقاد اجتماع لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ، لاتخاذ قرار أو مبادرة حول الأحداث الخطيرة التي شهدتها أمس مدينة العيون بالصحراء. وقالت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية، في تصريح لها من لاباث عاصمة بوليفيا حيث تتواجد في إطار جولة في أمريكا اللاتينية، إن اجتماع مجلس الأمن الدولي ضروري لأن"المواجهات التي عاشتها العيون بين قوات الأمن المغربية ومتظاهرين صحراويين، "ليست قضية بين اسبانيا والمغرب" ، "ولكنها مسألة تهم المجتمع الدولي بأسره". وأبرزت خيمينيث أن قرار عقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن هذه المسألة يعود للمملكة المتحدة ، بوصفها البلد الذي يتولى الرئاسة الدورية لهذه الهيئة الأممية، لاتخاذ قرار بشأن المواجهات التي أعقبت عملية إخلاء مخيم أكديم إيزيك للاحتجاج والذي كان قد نصبه حوالي 20.000 مواطن شرق مدينة العيون. وأكدت الوزيرة الإسبانية أنها على اتصال دائم مع سفارة اسبانيا في المغرب، رافضة تقييم احتمال وجود قتلى في اشتباكات في المخيم، حيث كانت السلطات المغربية قد أعلنت في وقت سابق أن عملية الإخلاء أسفرت عن مقتل أربعة من قوات الأمن المغربية وجرح 70 آخرين، بينما أسفرت المواجهات مع شبان قاموا بأعمال شغب وسط المدينة عن مقتل رجل أمن ومواطن دهسته إحدى السيارات. وبالرغم من أن جبهة البوليساريو الانفصالية كانت قد اعترفت هي كذلك بأن مواطنا صحراويا واحدا فقط لقي حتفه في المواجهات التي شهدتها مدينة العيون، إلا أن رئيسة الدبلوماسية الإسبانية قالت إن "المعلومات غير واضحة" و "متناقضة" حول ما جرى في الصحراء. في هذه الأثناء، طالبت عدة أحزاب سياسية يسارية وقومية مثول رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثباطيرو أمام البرلمان، لتقديم توضيحات عن موقف حكومته مما يجري في الصحراء وعن الإجراءات التي اتخذتها في هذا الصدد، على اعتبار أن إسبانيا هي القوة الاستعمارية السابقة بالمنطقة.