سلطت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، الضوء على قضايا مكافحة الإرهاب وانتخابات مجلس النواب الجديد بمصر، إلى جانب تداعيات الوضع السياسي والأمني في اليمن وانعكاسه على برنامج الحكومة الجديدة. كما تطرقت هذه الصحف إلى احتفالات كل من قطروالبحرين بعيدهما الوطني، وسط أجواء من الفرح والبهجة، وإلى قضية استيراد الغاز من إسرائيل وموضوع اللاجئين السوريين في الأردن، إلى جانب تجديد الإمارات دعمها للعراق من أجل استعادة الأمن والاستقرار ودحر الإرهاب. وفي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها بعنوان "مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب"، أنه لم تعد الجماعات الإرهابية الجديدة ومنها (داعش) وغيرها من المنظمات التي تتخفى وراء الدين لتحقيق أهدافها الخبيثة، تتقيد بجنس أو لون أو حدود، وتفاقمت مشكلة المنطقة حيث تضم تلك التنظيمات مسلمين من جميع أقطار الأرض دون استثناء، وأصبح الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود ولا تعترف بأرض أو منطقة بعينهاÜ كما كان في عهد تنظيم (القاعدة). وقالت إن هذا الأمر جعل (داعش) وغيرها هاجسا لكل الدول العربية والغربية وكندا وأستراليا والولايات المتحدة، فانضمام مواطني هذه الدول ل(داعش) ليشكلوا اللبنة الجديدة للإرهاب، يضع أعباء إضافية على الأمن والاستقرار في العالم، فلم يعد الإرهابي مشرقي الوجه إسلامي التوجه، فكل الجنسيات الآن تشارك في الأعمال الإرهابية، بل تخطت الحدود وعبرت المحيطات والقارات. وأضافت الصحيفة أن مصر كانت سباقة في الدعوة إلى تنظيم مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب، التي لا تزال تعاني منه وتواجهه أمنيا وفكريا، بهدف وضع الأسس الكفيلة للحد من تعاظمه وتهديد استقرار المنطقة، وكانت لها السبق أيضا في اتخاذ الإجراءات الكفيلة للحد من تمويل الإرهاب، وهى إجراءات أغضبت الغرب وأمريكا في وقتها، حتى تبنت تلك الدول جميعها نفس الإجراءات للحد من تمويل التنظيمات الإرهابية التي تنتشر في المنطقة، ولكنها أخفقت حتى الآن في الحد من التمويل البشرى لتلك التنظيمات، وهو ما يستدعي ضرورة الإسراع في عقد هذا المؤتمر. وبخصوص الانتخابات البرلمانية، كتبت صحيفة (الأخبار)، تحت عنوان "تأخر قوانين الانتخابات فرصة للشكوك والشائعات"، أنه من المفروض أن تجرى انتخابات مجلس النواب الجديد قبيل انعقاد المؤتمر الاقتصادي الدولي يوم 15 مارس المقبل، مشيرة إلى أن إتمام هذا الاستحقاق، الذي تستكمل به خريطة الطريق والبناء الديمقراطي، يمثل عنصرا أساسيا لإقناع العالم والمشاركين في هذا المؤتمر بأن مصر "دخلت مرحلة الاستقرار السياسي، وأصبحت متفرغة للتعامل الجدي مع ما تحتاجه عملية تنشيط الاستثمار لمواجهة مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية". من جانبها، تناولت صحيفة (المصري اليوم) موضوع تراجع أسعار البترول العالمية بصورة مخيفة، مشيرة إلى أنه وصل أخيرا إلى 57 دولارا للبرميل بعدما كان منذ شهور قريبة يقترب من 120 دولارا أي أن نسبة الانخفاض زادت على 50 في المائة وهو ما يشكل خسارة ضخمة. ودعت الصحيفة الدول المنتجة للبترول والمعتمدة عليه اقتصاداتها أن تبحث عن موارد اقتصادية بديلة مثل الزراعة والصناعة وإنتاج الطاقة والتكنولوجيا المتقدمة بوسائل حديثة، حتى لا يظل البترول هو مصدر الدخل الأساسي والرئيسي، وذلك على غرار ما قامت به السعودية والإمارات. وقالت (المصري اليوم) إن العالم عاش أسطورة البترول عشرات السنين وجمع منها أموالا ضخمة، وقد "يحمل الزمن أسطورة أخرى لسلعة جديدة تهز أركان الكون، كما فعل فينا البترول، كان البترول حلما جميلا في تاريخ البشرية، وعلى العالم أن يبحث عن حلم جديد". وفي اليمن، سلطت صحيفة (الثورة) الضوء على برنامج الحكومة الجديدة المقدم لمجلس النواب قصد نيل الثقة، مبرزة أن عددا من الأكاديميين والخبراء أكدوا في قراءتهم لهذا البرنامج طغيان "الهاجس السياسي على الجانب الاقتصادي في برنامج الحكومة المقدم إلى مجلس النواب"، داعين الحكومة إلى دراسة الوضع الاقتصادي بشكل دقيق لتشخيصه ووضع أولويات تكون منطلقة من رؤية واضحة لتحسين الوضع الاقتصادي في البلد. وأضافت الصحيفة أن عددا من هؤلاء الأكاديميين والخبراء سجلوا صعوبة تنفيذ البرنامج الحكومي "نتيجة الأوضاع السياسية التي تفرض الأمر الواقع على الجانب الاقتصادي"، باعتبار أن للجانب الأمني دورا كبيرا في عملية الاستقرار الاقتصادي في البلاد، مؤكدين أن التدهور الاقتصادي الحاصل نتيجة لعدم قدرة الدولة على جمع إيراداتها المحلية أو المركزية أدى إلى نوع من التدهور الكلي في البلاد. من جهتها، كشفت صحيفة (الأولى) أن النواب يتجهون لإقرار برنامج الحكومة الجديدة ومنحها الثقة، بعد أيام من المداولات والنقاشات، مشيرة إلى أن أعضاء الحكومة الجديدة قدموا عددا من المداخلات تركزت في مجملها على الجوانب الأمنية والاقتصادية، حيث شددوا على ضرورة استتباب الأمن وفرض هيبة الدولة وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن بالإضافة إلى قضايا رئيسة. وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن هناك توجها للحكومة، بعد نيل الثقة، لرفع الدعم عن المشتقات النفطية، خاصة بعد الانخفاض الحاد التي تشهده أسواق النفط العالمية. واهتمت صحيفة (نيوز يمن) بملف التصفيات الجسدية للصحفيين اليمنيين من قبل (جماعة الحوثي)، ونشرت، في هذا السياق، بيانا لجريدة (المصدر) يشير إلى تعرض أحد صحفييها أمس إلى محاولة اغتيال من قبل مسلحين تابعين ل(جماعة الحوثي). وعبرت صحيفة (المصدر)، في بيانها، عن بالغ قلقها من هذا التصرف، مؤكدة استمرارها في أداء رسالتها الإعلامية "بنزاهة ومهنية عالية من خلال نقل الحقيقة للناس مهما كانت التحديات والمخاطر"، محملة (جماعة الحوثي) المسلحة المسؤولية الكاملة عن سلامة العاملين في الصحيفة "لكونها أصبحت سلطة الأمر الواقع في البلاد"، وداعية مؤسسات الدولة الرسمية المعنية بحماية حياة الناس إلى "القيام بواجبها أو التنحي حتى لا تظل تشكل غطاء لممارسات جماعات العنف". وفي الأردن، كتبت (الغد)، في مقال بعنوان "الأبعاد الجيو-سياسية ل(الغاز الإسرائيلي)"، استنادا إلى موضوع لصحيفة (نيويورك تايمز) عن صفقة غاز أردنية إسرائيلية، أن "الغاز الإسرائيلي" في السياسة الأمريكية "قد يعني مصدر غاز لأوروبا، يغنيها عن الغاز الروسي"، مشيرة إلى كشف الصحيفة الأمريكية عن أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون كانت ناقشت سابقا مع عمان موضوع الصفقة الراهنة بين الأردن وإسرائيل. واستنتج كاتب المقال بصحيفة (الغد) أن "سياسة الغاز هذه التي يشرف عليها الأمريكيون باهتمام، ليست مجرد توفير طاقة بالغاز، بل هي جزء من رؤية عالمية أمريكية تصل حد تقليل أهمية الغاز الروسي لأوروبا"، معتبرا أن الأمر "لا يحتاج لهذه المعلومات جميعها، فنظريات العلاقات الدولية جميعها تؤكد أن تعزيز التجارة بين بلدين يقلل فرص الخلاف بينهما، وقد يدفع إلى تناسي ملفات خلافية أخرى. لكن في حالة الطاقة، فإن هذه تصبح اعتمادية". من جهتها، قالت (الدستور)، في مقال بعنوان "ضغوطات لإنهاء عزل المخيمات"، إن في الأردن أكثر من مخيم للاجئين السوريين، "ولا أحد يجيبك عن مآلات هذه المخيمات"، مضيفة أن كل التحليلات تنزع إلى اعتبارها مؤقتة. وفي المقابل، تستطرد الصحيفة، هناك "إجماع من جهة أخرى على أن أغلبية اللاجئين السوريين في الأردن لن يعودوا كليا إلى سورية المدمرة خلال العقدين المقبلين، لاعتبارات كثيرة (...)". وأضاف كاتب المقال أن المزيد من السوريين يتدفقون إلى الأردن، وأن التوقعات تقول إن عددهم الإجمالي سيصل، مع نهاية العام المقبل، إلى مليونين ونصف، ليخلص إلى أن "كل هذا يأتي في ظل معلومات عن احتمال حدوث ضغوطات قريبا على الأردن لإلغاء صفة المخيمات"، وتحويل هذه المناطق إلى أحياء، مع وجود أطراف دولية ترغب في المساعدة ماليا في تأهيل اللاجئين في المخيمات، عبر تحويل مساكنهم إلى إسمنتية، "وهذا مشروع تم طرحه سابقا، وتم تجاوزه سريعا ورفضه آنذاك". ورأت صحيفة (الرأي)، في مقال بعنوان "التعايش لغة غير أردنية"، أن العلاقة بين مكونات المجتمع الأردني من مسلمين ومسيحيين هي الحياة الطبيعية والعيش اليومي، "لهذا فلا تحتاج منا هذه العلاقة إلى ندوات وحديث طويل. فهي ليست مشكلة ليتم بحثها بل سلوك فطري يميزنا". وأوضح كاتب المقال "لسنا مضطرين في الأردن للحديث في هذا الموضوع إلا بطريقة خاصة ومحدودة، لأن الناس تمارس هذه العلاقة بشكل تلقائي دون لوائح أو محاذير أو تمثيل أو تكلف"، داعيا إلى ترك هذه العلاقة "بشكلها الفطري الصادق كما هي في قرانا ومدننا، فلا تحتاج إلى تأطير فكري أو معالجات سياسية كثيرة" وفي قطر تركز اهتمام الصحف على تخليد البلاد لليوم الوطني (18 دجنبر)، مبرزة مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية وأهمية ذلك لغرس حب الوطن في نفوس النشء واستعراض الإنجازات التي تحققت على طريق النهوض بالبلاد على مختلف الأصعدة. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها بعنوان "الشباب واليوم الوطني"، عن مشاركة الشباب في هذا العيد الوطني الذي يؤكد أن روح الشباب هي "قاطرة التنمية والنهضة بقطر وأن الشباب هم وقودها باعتبارهم جيل الغد المشرق لقطر". واعتبرت أن برنامج الاحتفال باليوم الوطني من تنظيم مسيرة وعرض عسكري وفعاليات أخرى تشهدها الدوحة حاليا إنما هي "أهم المظاهر التي تعزز روح الولاء والانتماء وتعكس تكاثف الشعب القطري" حول قيادته لمواصلة مسيرة التنمية والنهضة الشاملة. وفي موضوع آخر، تحدثت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها بعنوان "مرحلة جديدة من النمو والازدهار"، عن مسيرة التنمية في قطر والمشاريع التنموية التي يتم تنفيذها، وذلك على ضوء الاجتماع الخامس للمجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار والذى ترأسه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقالت إن الشيخ تميم أمر بالمضي قدما في المشاريع والمبادرات الحكومية لدعم التنمية الاقتصادية وهو توجه يأتي كخطوة جديدة في سلسلة خطوات متطلبات المرحلة المقبلة بمشروعاتها الطموحة وأهدافها التنموية الاستراتيجية التي تتسق مع مسار رؤية قطر الوطنية 2030. وأكدت أن القرارات التي اتخذها المجلس تهدف إلى تحقيق المزيد من الإنجازات الاقتصادية القطرية تعزيزا لما تحقق من قفزات اقتصادية هائلة وجدت التقدير والإشادة من كافة المنظمات والمؤسسات الاقتصادية العالمية الى جانب الثقة التي أصبحت تتمتع بها قطر كوجهة استثمارية واقتصادية آمنة تجد فيها رؤوس الأموال العالمية رغبتها في الاستثمار والإنتاج. وفي البحرين، أبرزت الصحف احتفالات المملكة بأعيادها الوطنية احياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي عام 1783 ميلادية، والذكرى ال43 لانضمامها إلى الأممالمتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى ال15 لتسلم عاهل البلاد، الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد مقاليد الحكم. وكتبت صحيفة (الأيام)، في افتتاحيتها، أن المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد عزز نهضة البحرين الحضارية، ونقلها إلى مرحلة متقدمة من البناء التنموي والسياسي على حد سواء، مبرزة تزامن احتفالات هذا العام بالعيد الوطني، مع "إنجاز سياسي يدعو للاعتزاز، ممثلا في نجاح الانتخابات والتئام المؤسسات الدستورية بما جسد إرادة الشعب والقيادة معا، في المضي قدما نحو استكمال الصورة التي رسم المشروع الإصلاحي من خلالها ملامح بحرين المستقبل، في سياق التبصر والعقلانية والوحدة الوطنية". وقالت إن الوطن ليس مجرد أرض وتاريخ وأناس ومجموعة روابط مادية، إنما هو قبل ذلك كله، انتماء وارتباط مصيري بالآخرين، في حلقة متصلة من الوشائج والمصالح والتاريخ والهوية المشتركة، ومن هنا يتبوأ الإنسان في المشروع الإصلاحي، مركز الصدارة والاهتمام، الإنسان الذي يعطي لوطنه أكثر مما يأخذ، والذي يحتفي بالإنجاز ويعيد الفضل لأهله في لحظة الفرح وجني المكاسب. من جهتها، كتبت صحيفة (الوطن) أن البحرين "تدخل أيام فرحها وهي تمضي على طريق الإنجاز في صد مخططات الكيد والخيانة، ها هي تمضي بانتخابات قال فيها الشعب المخلص كلمته (...) تدخل بحقبة جديدة من العمل ومن المشاريع ومن التحديات التي تفرض الجدية والمسؤولية على كل مسؤول عين أو أعيد تعيينه، وعلى كل نائب وصل للبرلمان أو جدد الناس ثقتهم به". وأضافت الصحيفة "ندخل أيام الفرح البحرينية وعيوننا على المستقبل، وكيف يمكن بأن يمضي الجميع بالبحرين من حاضر معاش اليوم إلى مستقبل أفضل وأكثر قدرة على حل المشكلات وإنهاء الهموم والمؤرقات". وأشارت صحيفة (الوسط) إلى أنه لئن كان من تحصيل الحاصل مشاركة جميع أهل البحرين، كل بطريقته، في التعبير عن فرحتهم بهذه المناسبات البهيجة والأيام المجيدة، فإن اللافت هو "هذه المشاركة الإيجابية للعديد من المقيمين وأفراد الجاليات وخصوصا منها العربية ولا سيما الخليجيةº سواء أكان بشكل منظم عبر الجمعيات أو الهيئات الدبلوماسية أم كان تلقائيا". وبدورها، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إنه منذ عام 2011 والبحرين "في سباق ماراطوني كبير لإثبات براءتها من التهم والأكاذيب التي كانت تلصق بها في المحافل الدولية.."، مؤكدة أن احتفال البحرين بالعيد الوطني وعيد جلوس عاهل البلاد هذا العام "له مذاق مختلف، انه احتفال لانتصار مملكة صغيرة في معركة كبيرة (...) بالأمس كانت مؤامرات كبرى ضدنا، وكانت إيران تتلهف لابتلاع البحرين.. واليوم.. ظهر الحق وزهق الباطل..". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن تأكيد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وقوف دولة الإمارات إلى جانب الشعب العراقي لإعادة بناء دولته المستقرة الآمنة بعد تمكنه من دحر الإرهاب والجماعات المسلحة. وأضافت الصحيفة أن الشيخ محمد بن راشد شدد خلال المباحثات التي أجراها أمس مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على أهمية تضافر جميع الجهود الدولية والإقليمية "لمحاربة الإرهاب أينما نما وترعرع وتفرغ حكومات وشعوب المنطقة إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية وخلق فرص مواتية للشباب للتعلم والعمل والإسهام بشكل فعلي في بناء مجتمعات حديثة". وارتباطا بالموضوع ذاته، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها بعنوان "الإمارات ودعم العراق"، أن الإمارات تواصل، كعادتها، مساندتها للعراق والعراقيين جميعا، "لمساعدتهم في تجاوز كافة الصعاب والمخاطر التي تحل بهم منذ أعوام، والمساهمة في خلق مستقبل أكثر استقرارا وأفضل لهم ولأجيالهم المقبلة، من منطلق الحفاظ على وحدة وتماسك البلاد، لمواجهة مختلف التحديات التي تعرقل مسيرتها السياسية والاقتصادية". وأبرزت، في هذا السياق، قيام الإمارات، قبل سنوات، بإسقاط ديون بغداد البالغة نحو سبعة مليارات دولار، في خطوة كبيرة نحو تخفيف حدة العزلة الإقليمية للعراق. كما أشارت الافتتاحية إلى أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لأبوظبي على رأس وفد وزاري كبير، تأتي في سياق هذا التعاون الممتد منذ أعوام. وسلطت صحيفة (الخليج) الضوء، في افتتاحيتها، على تطورات القضية الفلسطينية، حيث أبرزت أنه لم يكن مستغربا أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه تحديد موعد زمني لقيام الدولة الفلسطينية، "لأنه في الأساس لا يريد دولة فلسطينية لا في سنة ولا في سنتين ولا بعد ألف سنة". وأوضحت، في هذا الصدد، أن نتنياهو يريد مفاوضات مع الفلسطينيين بلا نهاية، وبلا سقف أو زمن محدد، يريدها مفاوضات مفتوحة إلى أن يستكمل مخطط الاستيطان والتهويد، بحيث لا يبقى للفلسطينيين شيء يفاوضون عليه، ثم يقول لهم، كما يردد دائما "لا يوجد شريك فلسطيني". وشددت (الخليج) على أن الفلسطينيين، يملكون بالمقابل، خيارات كثيرة خارج المفاوضات وبعيدا عن الارتهان للولايات المتحدة، غير أنها تحتاج في الأساس "وحدة وطنية راسخة حان الوقت لتثبيتها، لأن المزيد من ضياع الوقت يعني ضياع القضية". من جانبها، شددت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، على أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المفكرون والمثقفون والباحثون والأكاديميون في تسليط الضوء على الأسباب والدوافع التي تقف وراء انتشار الإرهاب، والمساهمة في "وضع رؤية كاشفة لمواجهة مثل تلك الظواهر التي مصيرها إلى الفناء". وأبرزت أن من شأن البحث والدراسة أن يساعد كثيرا على معرفة الأسباب والعوامل، التي تقف وراء مثل هذه الظواهر، مؤكدة على ضرورة استعانة الباحثين الغربيين بأهم المعرفة والاختصاص من الشرق الأوسط، حتى يتجنبوا السقوط في بعض الأحكام الجاهزة وغير الدقيقة.