في ظل غياب أيّ أرقام دقيقة حول عدد المصابين بالتوحّد في المغرب، والذين تحصرهم بعض التقديرات في 340 ألف فرْد، يُناقش عدد من الخبراء المغاربة والأجانب بالعاصمة الرباط، وضْع الأشخاص الذين يعانون من التوحّد، وذلك بحضور عدد من المنظمات وجمعيات المجتمع المدني. المؤتمر الذي يؤطّره خبراء من المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا والهند وكندا، وهولندا والذي تنظمه شبكة الكفاءات المغربية الأمريكية، بتنسيق مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، يهدف، حسب رئيس الشبكة، إلى التحسيس والتوعية بمرض التوحّد. عز الدين إبراهيمي، مدير مختبر البوتكنولوجيا الطبية بكلية الطبّ والصيدلة بالرباط، قال في تصريح لهسبريس إنّ الأرقام المتعلقة بعدد المصابين بمرض التوحّد في المغرب متضاربة، مشيرا إلى أنّ نسبة المصابين بالمرض، على الصعيد العالمي، تتراوح ما بين 1 إلى 2 في المائة. هذا الرقم اعتبره إبراهيمي "رقما فظيعا"، وأردف أنّ مؤتمر الرباط يرمي، من بيْن أهدافه، إلى محاوَلة جمع المعطيات والأرقام حول أعداد المصابين بالتوحّد في المغرب، ومقارنتها مع الدول المتقدمة، مشيرا إلى أنّ المؤتمر كان نتيجة عمل شبكة الكفاءات المغربية المقيمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويسعى المؤتمر، الذي ينعقد على مدى يومين، إلى الاستفادة من خبرات وتجارب جمعيات المجتمع المدني الأمريكية العاملة في هذا المجال، ونقلها إلى المغرب لتمكين المصابين بالتوحد لاكتشاف آخر المستجدّات العلمية وطرق الاعتناء بالمصابين. فضلا عن ذلك، يناقش المؤتمر جانب تدريب الآباء على الاعتناء بالمصابين بمرض التوحّد، من خلال الاستفادة من تجارب دول متقدمة، وقال عز الدين إبراهيمي في هذا الصدد "نريد أن نصل إلى إقامة دورات للتكوين المستمر، من أجل الاعتناء بالمصابين الذين يعانون كثيرا". وبخصوص تعامل المجتمع المغربي مع المصابين بمرض التوحّد، قال إبراهيمي إنّ عدم التعريف بالمرض يجعل العلاقة بين المصابين والمجتمع تتّسم بنوع من الجفاء، موضحا أنّ المشكل الأكبر هو أنّ التشخيص صعب من الناحية الجينية، لكون البحث العلمي في هذا المجال ما زال في أوائله. إلى ذلك، تحضر حواليْ 20 جمعية من جمعيات المجتمع المدني في المؤتمر الدوليّ حول التوحّد، من أجل الاستفادة من خبرات الاختصاصيين، الذين سيعملون على تحسيس الجمعيات والآباء والأمهات بطرق التعامل مع التوحّديين، ومناقشة المشاكل التي يعاني منها النسيج الجمعوي، وأشار إبراهيمي إلى أنّ المؤتمر سيخرج بتوصيات ستُقدّم إلى جميع القطاعات الوزارية المعنيّة.