هل قنطرة وادي الشراط التي لا تبعد كثيرا عن بوزنيقة "مسكونة"، وتملأها الأرواح الشريرة، كما أسر بذلك أحد المواطنين بعفوية ظاهرة لوزير النقل والتجهيز، عزيز رباح، ليسلة الأحد الاثنين، في عين المكان الذي شهد حادث صدم القطار لوزير الدولة عبد الله بها. وكان رباح ينصت باهتمام مشوب بكثير من الذهول من وقع صدمة الخبر الذي هز الرأي العام المغربي، إلى عدد من المواطنين الذين كانوا يتحدثون للوزير عن خطورة ذلك الممر السككي تحديدا، الذي عرف مقتل باها، وأيضا قبله بشهر واحد غرق البرلماني عن الاتحاد الاشتراكي، أحمد الزايدي. وقال أحد المواطنين من أبناء المنطقة التي يوجد فيها وادي الشراط، البعيد بكيلومترات قليلة عن مدينة بوزنيقة، قد أفصح لزير النقل عن "اللعنة" التي أصابت ذلك الممر العابر لقنطرة وادي الشراط، بدليل عدد من الوفيات التي أنهت حياة بعض المارة الذين يقطعون تلك الطريق. اللعنة أو الشؤم أو الأرواح الشريرة، إن وجدت، باتت نعوتا يصف بها البعض قنطرة وادي الشراط قرب بوزنيقة، بعد أن توفي فيها وزير دولة وقبله برلماني معروف، دون احتساب أرواح العديد من المواطنين المغمورين الذين لا يأبه لهم الرأي العام ولا الإعلام الرسمي وغير الرسمي. أما الذين لا يؤمنون بشيء اسمه "لعنة" أو "أرواح شريرة" تسكن تلك المنطقة بعد أن زهقت فيها روحا شخصيتين سياسيتين بارزتين في تاريخ المغرب الحديث، ينظرون بعين الريبة إلى هذا المنطق، خاصة أن تلك المنطقة تحديدا شهدت في الستينات من القرن الماضي محاولة اغتيال المعارض الاشتراكي البارز المهدي بنبركة. المائلون إلى نظرية المؤامرة عادوا لينبشوا في الذاكرة السياسية للمغرب إبان فترة الملك الراحل الحسن الثاني، ليعثروا على شهادة يتحدث فيها القيادي الاتحادي الراحل، عبد الرحيم بوعبيد، عن بعض مسارات بنبركة، ومنها ما ذكرته معلقة قناة "تيفي5" الفرنسية، كون بنبركة تعرض لمحاول اغتيال قرب قنطرة وادي الشراط. وتبعا لذات المصدر، فإن بنبركة بعد أن عاد إلى المغرب بداية الستينات من القرن الماضي، لم تكن سيارة تابعة للأمن تتركه في حاله حيث تتبعه في كل مكان، مبرزا أنه لما كان ذاهبا في أحد أيام 1962 إلى الدر البيضاء من أجل لقاء حزبي يحشد فيه المواطنين للتصويت ضد الدستور، تبعته سيارة ودفعته عمدا في خندق بجانب قنطرة وادي الشراط. وأظهرت القناة الفرنسية مكان محاولة اغتيال بنبركة بوادي الشراط، موضحة أن المعارض المغربي نجا من موت محقق، غير أنه ظل ملازما لآلة تقوم عنقه الذي أصيب في حادثة السير "المدبرة" تلك مدة شهور عديدة، قبل أن تشير بأصابع الاتهام إلى الجنرال أوفقير الذي كان ممسكا حينها بتلابيب الأمن بالبلاد. هذه الوقائع القديمة والراهنة بين "محاولة اغتيال" تعرض لها المهدي بنبركة سنة 1962 في منطقة وادي الشراط، وبين حادثتي وفاة البرلماني الاتحادي، أحمد الزايدي، ووزير الدولة الراحل، عبد الله باها، جعلت البعض يقف أمام هذه المفارقة الغريبة، هل لعنة أصابت المكان أم محض صدفة.