"قررت أن لا أبيع كتابي الأول.. سوف أهديه لصديقاتي وأصدقائي، وسنلتقط صور سِيلفي" بهذه العبارة أعلن الصحافي ومدير النشر السابق ل"مجلة هسبريس"، على صفحته الفيسبوكية، عن صدور كتابه الأول "العقل زينة: افتتاحيات شاب مغربي عام 2013". وبالفعل فقد انطلق مدني في توزيع "العقل زينة"، والذي يضم 29 افتتاحية كان قد نشرها ب"مجلة هسبريس"، على أصدقائه وزملائه وأفراد عائلته مقابل أن يلتقطوا إلى جانبه صور سيلفي. وفسر فؤاد مدني قراره عدم بيع الكتاب واكتفائه بالتقاط صور السيلفي بالقول: "هدفي الأول من إصدار هذا الكتاب هو أن أحافظ على هذه الافتتاحيات، وأن أحتفي بتجربة جميلة ورائعة عشتها داخل مجموعة هسبريس الإعلامية، ومع فريق مجلتها الورقية" واستطرد مدني: "لا أنتظر أي ربح مالي من هذا الإصدار، لقد طبعت 600 نسخة من أجل 600 صديق مقابل 600 سيلفي وفقط". كتَب تقديم "العقل زينة: افتتاحيات شاب مغربي عام 2013" الأستاذ الجامعي حسن طارق والذي عنونه ب"كتابة بروح الشباب"، حيث أشار إلى أن كتاب فؤاد مدني: "يحفظ بين دفتين افتتاحيات المجلة الورقية هسبريس، خلال مرورها العابر والجميل عام 2013"، ويضيف طارق أن نصوص الكتاب تنشغل ب"أسئلة الراهن المغربي، في عناوينه الكبرى، أزمة النخب الحزبية، مُحاربة الفساد، تراجعات حقوق الإنسان، واقع العدالة، التباسات حرية الصحافة، تطورات القضية الوطنية، قضايا تدبير الجوار الإقليمي الصّعب للمغرب، الأداء الحكومي لفريق بنكيران.. في المُقابل لا تتجاهل هذه الكتابة أعطاب الجسم الصحافي ولا تُهادن القبيلة المهنية باسم التواطؤ الفئوي". من جانبه كتب مدني في ملخص ظهر غلاف الكتاب أنه ومنذ انطلاق تجربة "مجلة هسبريس"، وحتى آخر يوم في "عمرها"، "أخبرك أيها القارئ العزيز بأنني تعلمت أشياء كثيرة .. تعلمت أن الصحف التي تبيع نسخا كثيرة لا تمارس الصحافة، بالضرورة؛ لكنها، في أغلب الأحيان، تمارس الكذب والتملق وربما الشونطاج ولي الذراع من أجل الحصول على الإشهار". وختم الكاتب بالقول: "تعلمت أن أقرأ الخبر بالبحث عن الشخص الذي دفع الثمن لكي ينشره على صدر الصفحة الأولى. تعلمت أن أحسب كل كلمة أخطها في "العقل زينة"؛ لأن هناك من ينتظر سقطتي الأخيرة في الزقاق المقبل...".