رفض عدد من الأطباء الداخليين والممرضات، القاطنين وظيفيا داخل مستشفى ابن سينا الجامعي بالرباط قرارا كشفوا التوصل به من طرف إدارة المؤسسة الصحية المذكورة، يدعوهم إلى إخلاء المساكن التي يستفيدون منها، ﻷجل يمتد إلى نهاية دجنبر الحالي بغرض هدمها، على أنه قرار "لا يراعي أوضاعهم الاجتماعية ودون التفكير في إعادة إسكانهم". الطاقم الطبي المذكور، والذي يضم حوالي 220 ما بين أطباء داخليين وممرضات ومسؤولين إداريين، كانوا يستفيدون لسنوات من السكن الوظيفي، والذي سيتم هدمه مع مطلع العام القادم، إلى جانب عدد من المباني المرتبطة بالمستشفى القديم، منها العمارة المخصصة للفحوصات والتشخيص الطبي والبناية المخصصة للأعمال الاجتماعية، فيما أكدت مصادر نقابية أن الهدم يستثني بناية خاصة بالهيئة الوطنية للأطباء والطبيبات. وتضيف المصادر ذاتها أن قرار الهدم، الذي أعلنت عنه كل من وزارة الصحة وولاية جهة الرباطسلا زمور زعير، يأتي بغرض بناء مستشفى جديد، يحمل الاسم ذاته "ابن سينا"، بجوار البناية القديمة، المجانبة لمدينة العرفان الجامعية، فوق مساحة تناهز 4,5 هكتارات. المنظمة الديمقراطية للصحة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، اعتبرت تلك المساحة غير كافية لبناء مستشفى "بمواصفات دولية وقابل للتوسع ومفتوح أفقيا وعموديا على الطرق والمنافذ الرئيسية للعاصمة لتسهيل عملية الولوج والمستعجلات"، فيما رأت في قرار الهدم والبناء مرتجلا ومتسرعا، "أبانت الدراسة التقنية الأولية (..) عن صعوبات تقنية وهندسية ستكلف الدولة نفقات واستثمارات إضافية لإنجاز هذا المشروع إذا تم الاصرار على إنجاز المشروع". حبيب كروم، رئيس النقابة الصحية المذكورة، التابعة للمنظمة الديمقراطية للشغل، أشار إلى أن قرار الهدم أصدرته السلطات منذ مدة، "إلا أن إشكالا تقنيا ورفض طلبهم في استغلال مساحة نادي تابع لوزارة الفلاحة أجل التنفيذ"، مضيفا أن آليات الهدم بدأت أشغالها قبل أيام "لتأكيد القرار دون الأخذ بعين الاعتبار لمقترحاتنا وتحذيراتنا". ويضيف المسؤول النقابي أن المنظمة الديمقراطية للصحة، بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، طالبت وزارة الصحة والمجلس الإداري للمركز الاستشفائي وولاية الجهة، بإعادة النظر في مكان بناء ملحقة مستشفى ابن سينا الجديدة، وذلك بنقلها إلى مدينة العرفان الجامعية، بالمأرب المركزي ومركز الوقاية من الأشعة، المغلق منذ عشر سنوات. ويرى كروم، في تصريح أدلى به لهسبريس، أن نقل تلك البناية سيمكن من إلحاق المستشفى بجميع المستشفيات المكونة للمركز الجامعي وكلية الطب والصيدلة والأسنان، "لتجميع كل المستشفيات التابعة للمركز الجامعي والمستشفى العسكري والشيخ زايد وكلية الطب في مركب طبي كبير متكامل ومندمج". ويشمل مقترح النقابة الصحية المذكورة تحويل بنايات "ابن سينا" إلى حرم جامعي كبير (Campus) خاص لإيواء الأطباء الداخليين وطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والأطر التمريضية بالرباط، عبر توسيعه والحفاظ على المرافق الرياضية والمسبح والمطعم لصالحه، "مع إمكانية الاستفادة من بعض الوحدات التابعة للمستشفى القديم.. للحفاظ على هذه المعلمة الطبية التاريخية وضمان حقوق طلبة الطب في الإيواء بجوار المستشفيات العمومية".