لم تفلح سنوات عمره ال 74 في إبعاد بسمة الشباب عن وجهه حتى ولو استعمرت التجاعيد هذا الأخير.. برقصاته المرحة على بساط ومنصة الدورة ال 14 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أعاد عادل إمام جمهور وزوار حفل الافتتاح، إلى ذكريات سينمائية ومسرحية لم تفلح السنوات في محوها، ذكريات استمرت لعقود مع ملك الشاشة المصرية، لدرجة أن صار من الصعب جداً، أن تجد مغربياً يجهل هذا الإسم. حاولت الفنانة المسرحية ووزيرة الثقافة السابقة، ثريا جبران، مجاراة شباب قلبه، إلا أنها لم تفلح، فرغم أنها تصغره ب 12 سنة، إلا أن عادل إمام، ظهر خفيف الظل كالعادة، مطلقاً النكات هنا وهناك، ومتحدثاً بكثير من التلقائية عن قصته مع بعض أفراد اللجنة التنظيمية الذين يحاولون دلّه على مكان العروض فيتوه وسط كلماتهم، وعن ضيقه من مقاطعة مكلّفة بالترجمة لحديثه، وهي تحاول أن تنقل باللغة الإنجليزية ما جاد به لسانه. بعد قصر المؤتمرات التي احتضن حفل تكريمه، انتقل عادل إمام إلى ساحة جامع الفنا للقاء بالمئات من معجبيه الذين تحدوا البرد والوقوف لساعات طويلة في انتظار "الزعيم". لم يدم اللقاء سوى دقائق معدودات، قد يكون الكبر هو من أجبره على التنحي سريعاً في ليلة باردة من ليالي دجنبر مراكش، وقد تكون تعليمات من المنظمين بعدم التأخر كثيرا لأسباب لوجيستيكية. انفضت الجموع تقريباً بعد مغادرة عادل إمام لمنصة العرض بأشهر ساحة مغربية، فلم يعبأ جمهور المدينة كثيراً بفيلمه المعروض "زهايمر" خاصة مع صعوبة مشاهدة الأفلام في غياب مقاعد وسط طقس بارد. فالحضور كان أساساً لمشاهدة زعيم السينما المصرية. لذلك ظهر الأسى في بعض الوجوه بعد المغادرة السريعة لإمام، فقد كان البعض يمني نفسه بتكرار سيناريو الممثل الهندي شاروخان الذي خلق جواً خاصاً بالساحة قبل ثلاث سنوات تقريبا. هذه هي المرة الثانية التي يحضر فيها عادل إمام إلى مهرجان مراكش بعدما حضر السنة الماضية كضيف شرف، لكن حضور هذه السنة كان له طعم خاص بما أنه كان أوّل المكرّمين. استعاد الجمهور للحظات عدداً من لقطات أفلامه المختارة من طرف إدارة المهرجان:"الإرهاب والكباب".. "اللعب مع الكبار".. "حسن ومرقص".. "عمارة يعقوبيان".. وأفلام أخرى. "أحب الشعب المغربي كثيرا.. وكم أفرح عندما أجد الكبار كما الصغار يحفظون عناوين أفلامي"، هكذا تحدث عادل إمام أثناء تكريمه، تصريح قد يداوي جراح تصريحات أخرى سابقة لفنانين وإعلاميين مصريين في حق المغرب، في حوادث متفرّقة غذت سوء الفهم بين الطرفين.. كما لو أن عادل إمام، أحس بثقل الوقائع السابقة، فاختار كلماته الموجهة إلى المغاربة بكثير من العناية، وهو ما أكدته جريدة الأهرام المصرية، عندما ذكرت البارحة أن "الزعيم" يعتذر عن أي تصريحات مسيئة من الإعلام المصري للمغرب والمغاربة. وستستمر هذه الدورة إلى غاية يوم السبت 13 دجنبر، في حدث سيكرّم كذلك الممثل البريطاني الحائز على الأوسكار جيريمي أيرونز، والمنتجيْن المغربيين زكرياء العلوي وخديجة العلمي، وكذلك الممثل الامريكي فيجو مورتنسن، وذلك فضلاً عن تواجد السينما اليابانية كضيفة شرف.