اعترف مسؤولون في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بأن نظرة الحزب لقضية الصحراء قد تغيرت وخصوصا على مستوى القيادات، وذلك خلال اللقاء الذي جمعهم مساء اليوم بمدينة طاراغونا الإسبانية، بالكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر الذي كان مرفوقا بمحمد الإدريسي الكاتب الأول لفرع الحزب بإسبانيا بمدينة طاراغونا الإسبانيا، وعضوة المكتب السياسي للحزب فتيحة سداس. وأكد خوان رافيس عضو البرلمان الإسباني عن الحزب الاشتراكي، بأن قيادات الحزب أصبحت تتعامل بحذر مع جميع المظاهرات التي تقوم بها جبهة البوليساريو في إسبانيا بعد أن كانت تدعمها بقوة في السابق، مضيفا أن هناك توجها لدى قيادة الحزب الاشتراكي الإسباني من أجل دعم مقترح الحكم الذاتي معللا هذا التوجه بكون "الإصلاحات الدستورية التي قام بها المغرب أعطت مصداقية لهذا الاقتراح". البرلماني الإسباني أكد على أن ما دفع الحزب الاشتراكي إلى تفهم وجهة نظر المغرب في قضية الصحراء هو ما تواجهه إسبانيا في إقليمكاطالونيا الذي يريد الانفصال "نحن لا نريد لهذا الإقليم الانفصال ولذلك أصبحنا نتقبل قضية الحكم الذاتي أكثر من الانفصال" يقول رافيس. نفس الرأي عبر عنه زميله في الحزب فرانسيس فاليس، عمدة مدينة الريوس الذي شدد على أن "صوت المغرب أصبح مسموعا في الحزب الاشتراكي بعد أن كانت وجهة نظر واحدة هي الحاضرة في أروقة الحزب الإسباني". غير أنه لفت في نفس الوقت إلى أن مشكل الحزب الاشتراكي الإسباني "هو أن قواعد الحزب لا تفهم قضية الصحراء جيدا ومازالت متبنية لوجهة نظر الانفصاليين"، عدم معرفة قواعد الاشتراكي الإسباني بقضية الصحراء بشكل جيد مرده حسب البرلماني الإسباني إلى "الحضور القوي لأنصار البوليساريو بين هذه القواعد غير أن هذا الواقع بدأ يتغير مع أحداث الربيع العربي". من جهتها لفتت ياليندا بينيداس عضوة المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الإسباني إلى أن "الإصلاحات الدستورية التي عرفها المغرب جعلت العديد من قيادات الحزب الاشتراكي المساندين للبوليساريو يغيروا من وجهة نظرهم". واستطردت أن سعي المغرب إلى تعزيز حقوق المرأة والحرص على مشاركتها السياسية "ترك انطباعا إيجابيا لدى قيادة الحزب الاشتراكي الذي يناضل دائما من أجل حقوق المرأة"، وعلى غرار زميلها في الحزب أكدت ياليندا على أن "المشكل مازال في قواعد الحزب لذلك لا يمكن للحزب أن يغير موقفه دون إقناع القواعد بالحل السياسي الذي يقترحه المغرب". عدم فهم قواعد الحزب الاشتراكي لقضية الصحراء واكتفائه بوجهة نظر البوليساريو يمكن تغيير "انطلاقا من العمل على المستوى المحلي والجهوي وضمان التواصل بين مغاربة إسبانيا وأعضاء الحزب الاشتراكي"، حسب ادريس لشكر، نفس المتحدث أكد على أن دستور 2011 وسعي المغرب لتنزيل مشروع الجهوية الموسعة "أثبت بالملموس على أن المغرب يسعى بشكل جدي من أجل لتحقيق مبادرة الحكم الذاتي". مسؤول حزب الوردة الذي حضر لإسبانيا من أجل ترأس المؤتمر الرابع لفرع الحزب في إسبانيا، وجه دعوة لبرلمانيي الحزب الاشتراكي الإسباني للندوة الدولية التي سينظمها الحزب حول الجهوية والحكم الذاتي في المغرب، هذه الندوة "التي قد تساعد الجميع على فهم مقترح المغرب لحل قضية الصحراء" حسب لشكر. من جهته أكد محمد الإدريسي المسؤول عن مكتب حزب الاتحاد الاشتراكي في إسبانيا على أن التحدي أمام مغاربة إسبانيا هو الانخراط في الأحزاب السياسية وخصوصا الحزب الاشتراكي "نظرا لكون أغلبية قواعده تتبنى أطروحة البوليساريو لذلك نحن من خلال المشاركة في هذا الحزب سنعمل على إسماع صوت المغرب لدى منخرطي الحزب الاشتراكي". المسؤول عن مكتب حزب الاتحاد الاشتراكي في إسبانيا، أكد على أن مواقف الحزب الاشتراكي الإسباني من قضية الصحراء تغيرت بشكل كبير بعد أن كان هذا الحزب يتبنى الطرح الانفصالي الآن أصبح يتعامل بحذر مع خطاب جبهة البوليساريو". وأشار نفس المتحدث إلى أن حادثة اختطاف المواطنة الإسبانية ذات الأصول الصحراوية ميلودة محمد الداف من طرف جبهة البوليساريو، أحدثت ضجة إعلامية كبيرة في إسبانيا، وجعلت الكثير من الإسبانيين المساندين للبوليساريو "يراجع موقفه من الجبهة". سبب آخر ساقه الإدريسي لتراجع الكثير من الإسبانيين لجبهة البوليساريو هو "أن التقارب الإسباني المغربي حاليا سمح لمغاربة إسبانيا بإسماع أصواتهم للنخبة السياسية الإسبانية".