تعيش النقطة الحدودية باب مليلية ببني أنصار على وقع غضب يومي لمواطنين يرغبون في الدخول إلى هذه المدينة، إما للتبضع أو وزيارة العائلة أو المقيمين هناك، وذلك بسبب الانتظار الطويل داخل سياراتهم في الطابور الذي قد يدوم لساعتين أو أكثر، جراء الإجراءات الأخيرة التي أقدمت عليها السلطات الإسبانية. وأقدمت السلطات الإسبانية، خلال الأيام الأخيرة، بالنقطة الحدودية باب مليلية، على الرفع من درجة تأهبها تحسبا لعمليات إرهابية، حيث أقدمت على نصب مكاتب للمراقبة بالمعبر، حيث تخضع جواز سفر كل والج للثغر للتنقيط عبر النظام الآلي، كما تقوم بالمسح الضوئي للعربة، ما يأخذ وقتا طويلا يساهم في خلق الازدحام. محمد، رجل أعمال مغربي مقيم بمليلية المحتلة، اعتبر في تصريح لهسبريس، أن الأمر مثير للغضب، مشددا على ضرورة تدخل الحكومة المغربية لدى نظيرتها الإسبانية من أجل العمل على إيجاد حل لمشكل الحدود، " لا يمكن أن نبقى لساعتين أو أكثر من أجل الخروج أو الدخول إلى مليلية" يقول المتحدث. نفس الغضب عبر عنه رشيد الإسباني من أصل مغربي، والمقيم بالمدينة، مبرزا أن الإسبان لهم حق في مراقبة المدينة وحمايتها من أي تهديدات، منتقدا التثاقل الذي تتم به العملية، وأضاف "خلال مرورك أمامهم تلحظ الطريقة البطيئة التي يشتغلون بها، والتي تُشعرك أن ذلك متعمد لإثارة الغضب". مسؤول أمني مغربي، رفض الكشف عن هويته للعموم، أكد أن الجانب المغربي غير مسؤول عن الوضع الذي وصفه بالمثير للحنق، موردا أن مواطنين قاطنين بالثغر يضطرون لترك سيارتهم ببني أنصار أو مليلية، ويفضلون المشي تفاديا للبقاء ساعات طوال في صف لا يتحرك، مضيفا أن الخروج من المدينة يتم في غالب الأحيان بطريقة سلسلة عكس الدخول. وعلمت هسبريس أن رئاسة المنطقة الإقليمية لأمن الناظور تعمل على تأهيل النقطة الحدودية وتنظيم حركة السير والجولان بها، عبر سن مجموعة من الإجراءات بتنسيق مع عمالة الإقليم. ويرتقب أن يتم وضع أبواب عند الدخول للتحكم في الوضع داخل ممرات المعبر، على أن يتم الفصل بين الراغبين في الولوج لأغراض عائلية والمقيمين هناك والمشتغلين في التهريب المعيشي، ومنع التجول نهائيا وسط ممرات النقطة عبر وضع طريق محدد للمشاة. ويرى متتبعون أن هذه الإجراءات إيجابية، لكنها لن تساهم في تخفيف طول الانتظار في الصف المؤدي للمدينة المحتلة، حيث يجمع الكل على ضرورة جلوس الجانبين المغربي والإسباني على طاولة الحوار، من أجل إيجاد حلول تسهل عملية العبور، وتضمن الأمن والسلامة للجميع.