فضل رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ترك كل ما هو اقتصادي جانبا، خلال لقائه مع أحمد بن جاسم آل ثاني، وزير الاقتصاد والتجارة القطري، وباقي المسؤولين الخليجيين الحاضرين في أكبر ملتقى استثماري خليجي تحتضنه الدارالبيضاء يومي 28 و29 نونبر الجاري، والاكتفاء بالمجاملات وبعض القفشات "الهزلية". بنكيران، وخلال لقاء جانبي عقده مع الوزير القطري، الذي ترأس بلاده أشغال الملتقى الرابع للاستثمار الخارجي المغربي بالدارالبيضاء، وبحضور والي الدارالبيضاء، خالد سفير، ومسؤولين خليجيين ومغاربة، آثر الحديث عن تاريخ المغرب ونجاحه في تجاوز "الربيع العربي"، وحب المغاربة لآل البيت. وقال رئيس الحكومة المغربي مخاطبا الوزير القطري "نحن نحب آل البيت مثل الشيعة، لكن هذا لا يعني أننا شيعيون بطبيعة الحال"، مواصلا حديثه قائلا "نحن من أتباع مذهب الإمام مالك الذي أتى به المولى إدريس الأول الذي نصبه المغاربة عليهم ملكا، وقد أتى بالمذهب المالكي الذي ما زلنا عليه لليوم". وبمجرد حضور المسؤول الخليجي وقف بنكيران لتحيته بحرارة، وخاطبه بدوره "اللباس الخليجي التقليدي أفضل من اللباس العصري، كما هو عليه الحال بالنسبة للباسنا التقليدي الجلابة"، ليجيبه المسؤول الخليجي مُحرَجا "هذا أمر يفرضه العصر"، قبل أن يتوجه الجميع لافتتاح أشغال الملتقى الرابع للاستثمار الخارجي المغربي. ولم يفوت بنكيران فرصة تناوله الكلمة الافتتاحية، دون أن يوظف "خطابا دينيا" لجذب اهتمام الخليجيين بالسوق المغربي، حيث قال "الخليجيون والمغاربة إخوة، فعن أي اقتصاد تتحدثون، أنتم جئتم لنا بالإسلام، واليوم يجب أن نلوم بعضنا البعض لأن علاقاتنا الاقتصادية يجب أن تأخذ منحى أعلى". وفي الوقت الذي أبان فيه الخليجيون عن "براغماتية" عالية، وأنه لا يمكنهم الإقدام على توظيف أموالهم إلا حيث كان الربح للطرفين الخليجي والمغربي، خاطب بنكيران رجال أعمال دول الخليج العربي، أنهم لا يجب أن يكونوا مثل الأوربيين الذين لا يؤمنون سوى بمنطق الربح السريع، ومبدأ الربح للطرفين (win-win). واستطرد رئيس الحكومة قائلا "نعم يمكن اعتماد المبدأ المربح للطرفين، لكنه لا يجب أن يكون ربحا سريعا، فنحن المغاربة والخليجيون إخوة، وعلاقة التجار مبنية على المشاحة، وعلاقة الإخوة مبنية على المكارمة".