تعيش بلدية فم زكيد باقليم طاطا عزلة تامة عن العالم الخارجي وعن الدواوير التي تنتمي إلى مدارها الحضري بفعل الأمطار الطوفانية والسيول الجارفة التي شهدتها المنطقة طيلة الأيام الأخيرة. وأورد كريم حدان المستشار الجماعي ببلدية فم زكيد، أن المنطقة شهدت منذ ليلة السبت الماضي تساقطات مطرية غزيرة نجم عنها فيضان وادي زكيد، مؤكدا أن الفيضان يعتبر الأضخم في تاريخ المنطقة من حيث الارتفاع والطول والعرض والصبيب " متجاوزا المنشأة الفنية بثلاثة أمتار تقريبا، ومتسببا في هدم جزء منها، إضافة إلى مصرع شخص غرقا بجماعة الوكوم" يقول المتحدث. وأضاف حدان أن جميع المنافذ الطرقية المؤدية إلى مركز البلدية قد انقطعت، إضافة إلى تلف العشرات من أشجار النخيل، وانقطاع التيار الكهربائي عن البلدية والجماعتين القرويتين الوكوم وتليت، وانجراف العديد من البساتين، وإلحاق أضرار جسيمة بسواقي المركز، وذلك ما خلق حالة رعب حقيقي لدى ساكنة بوكير وبودلال وتابية واكران السوق المتاخمة للوادي والمفتقدة لحائط وقائي، موردا أنه لحدود اللحظة يجهل حجم الخسائر الحقيقية بدواوير أولاد هلال والمحاميد . "ساكنة تمزوروت بدون ماء صالح للشرب مند يوم السبت الماضي، والمنطقة برمتها تعيش في ظلام دامس لأزيد من ثلاثة أيام، والشموع أوشكت على النفاذ من الدكاكين" يقول المستشار الجماعي ويضيف "حتى خدمات البريد تعطلت، والبنزين نفذ، وعشرات المسافرين عالقين" موردا أن شبكة اتصالات المغرب هي لازالت تضمن ربط المركز بالعالم الخارجي بفضل تدخل قائد الحامية العسكرية الذي عمل على توفير البنزين لتشغيل المولد الكهربائي للشركة. وأكد حدان أن المركز الصحي الوحيد بدون مولد كهرباء وتابع قائلا "الأطفال الرضع بدون لقاحات، والمتوفر منها قد فسد، وربما لو جاء المخاض امرأة حاملا أو أصيب أحدنا بوعكة صحية وتطلب الأمر نقله إلى المستشفى الإقليمي لأستعصى الأمر" ، متسائلا عن السبب وراء عدم إعلان منطقة فم زكيد وإقليم طاطا عموما منطقة منكوبة، وعدم اللجوء إلى مروحيات الجيش لنقل الأعمدة الكهربائية للتسريع بمعالجة مشكل التيار الكهربائي. وشدد المستشار الجماعي على ضرورة تزويد الإقليم بمروحية إسعاف، وتزويد المركز الصحي الحضري بمولد كهربائي إسوة بالثكنة العسكرية والقصر الإماراتي ومركز الدرك الملكي ومركز الوقاية المدنية، والتعجيل بإعادة بناء المنشأتين الفنيتين على وادي زكيد، مع تخصيص ميزانية مستعجلة لإصلاح وبناء السواقي والحيطان الوقائية على طول الوادي بضفتيه، ودعم الفلاحين المتضررين، والعمل على النهوض بالبنية التحتية والخدماتية، واعتماد استراتيجية لمواجهة الكوارث وتدبير الأزمات