استثمارات مالية تفوق 55 مليون لتأهيل أحياء ودواوير الإقليم شهد إقليم طاطا،على غرار باقي عمالات وأقاليم المملكة، إنجاز وبرمجة مشاريع اجتماعية واقتصادية، خلال السنة الجارية، لتحقيق نقلة نوعية ودفع عجلة التنمية بالإقليم. وقد لامست هذه المشاريع الطموحة والمتنوعة انتظارات وتطلعات الساكنة، حيث شملت قطاعات حيوية منها، على الخصوص، تعزيز البنيات التحتية الضرورية، وفك العزلة عن المناطق القروية، والاهتمام بالحرفيين، وبرمجة ملاعب للقرب لفائدة الشباب وتنمية القطاع الفلاحي. وتم في هذا الإطار رصد استثمارات مالية تفوق 55 مليون لتأهيل أحياء ودواوير الإقليم وربطها بشبكة التطهير السائل، والتي تساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة وحماية الفرشة المائية من تدفقات المياه العادمة. ويساهم في تمويل هذا المشروع الاجتماعي كل من وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية وبلديتي طاطا و»أكد» الفرنسية ووكالة الماء الفرنسية ووزارة الداخلية (قسم الجماعات المحلية) والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. واعتبر رئيس بلدية طاطا مولاي المهدي حبيبي أن هذه التجهيزات الأساسية والضرورية، التي ستساهم في حماية البيئة وتحد من خطر التلوث الناتج عن الصرف العشوائي للمياه المستعملة، تعد مكسبا كبيرا ومهما لإقليم طاطا، مضيفا أنه سيتم أيضا إنشاء مطرح للنفايات الصلبة يستجيب لمعايير المحافظة على البيئة ويساهم في المحافظة على الفرشة المائية والتدبير المعقلن لقطاع النظافة بالإقليم. ويمتد هذا المطرح الجماعي، الذي تموله وزارة الطاقة والمعادن بثلاثة ملايين درهم ودولة الامارات العربية المتحدة بأربعة ملايين درهم، على مساحة تقدر بأربع هكتارات. ولتقوية شبكة الكهرباء بالعالم القروي، تم تخصيص اعتمادات مالية تقدر ب19 مليون و 410 ألف درهم، همت تشييد أربعة مراكز تحويل بدواوير تكزميرت وتغمرت وفم الحصن واقا (2,3 مليون درهم) واقتناء ووضع مثبت للجهد المتوسط بجهة فم الحصن (1,6 مليون درهم) وتطوير مركز التحويل الكهربائي وربط محول ثاني للكهرباء لتأمين التزود بالطاقة الكهربائية (237ر8 مليون درهم) وإعادة تأهيل شبكة الكهرباء بمدينة طاطا (1,948 مليون درهم) وإدماج خطين كهربائيين من فئة 22 ألف فولط بتكموت واغرم (1,72 مليون درهم).كما يشمل هذا الغلاف المالي تأهيل محطة الإنتاج بمدينة طاطا (3,232 مليون درهم) وتشييد مركز للتحويل بدوار سميرة جماعة فم زكيد بشراكة مع العمالة (373 ألف درهم ). وتهدف هذه المشاريع، التي يساهم في تمويلها كل من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والمجلس الإقليمي والمديرية العامة للجماعات المحلية ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب والجماعات المعنية والمستفيدين، إلى تطوير الشبكة والرفع من جودة الخدمات المقدمة للزبناء وتعزيز القدرة الكهربائية للمدينة. وفي هذا الصدد، أكد مدير الكهربة القروية بالنيابة نور الدين الدهيبي أن نسبة الكهربة القروية باقليم طاطا بلغت 3،98 في المائة إلى غاية مايو 2013 بفضل تضافر جهود جميع المتدخلين ودعم السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة، مبرزا أنه سيتم، في غضون الثلاث سنوات القادمة، تعميم الكهرباء على حوالي 200 أسرة متبقية لتصل نسبة الربط 100 بالمائة. ولتعزيز البنيات التحتية الخاصة بالإنتاج والعرض، وتلبية حاجيات الصناع التقليديين من حيث مقرات العمل الملائمة والرفع من جودة منتوجات الصناعة التقليدية، تم إنجاز مجمع للصناعة التقليدية على مساحة 1500 متر مربع بغلاف مالي يقدر ب 2 مليون و 530 ألف درهم. ويضم هذا الفضاء 18محلا للأنشطة التقليدية ومركزا للتدرج المهني وورشة للصياغة مزودة بآلة للتسبيك وفرن لصهر الفضة بالإضافة إلى نقطة للإرشاد السياحي. وحظي أيضا هذا القطاع الحيوي باهتمام بالغ من قبل الوزارة الوصية، حيث تم تقديم التصاميم الهندسية لبناء قرية للصناعة التقليدية بالجماعة الحضرية لفم زكيد (150 كلم عن طاطا) بغلاف مالي يقدر بخمسة ملايين و500 ألف درهم، تساهم فيه وزارة الصناعة التقليدية بأربعة ملايين درهم والمجلس الإقليمي لطاطا ب750 ألف درهم والمجلس البلدي لفم زكيد ب750 ألف درهم. ولتحسين ولوج الساكنة القروية والحضرية للبنيات التحتية، تم رصد استثمارات مالية تقدر بحوالي 7،232 مليون درهم، همت انطلاق أشغال بناء الطريق الوطنية رقم 12 الرابطة بين فم زكيد وزاكورة على طول 38 كلم (41 مليون درهم). وأنجزت محطة طرقية بمدينة طاطا بغلاف مالي يقدر ب4،12 مليون درهم، ساهم في تمويلها كل من المديرية العامة للجماعات المحلية (3 مليون درهم) ووكالة تنمية للأقاليم الجنوبية (2،5 مليون درهم) والمجلس الجهوي (3 مليون درهم) والمجلس الإقليمي (2،1 مليون درهم). وأعطيت انطلاقة أشغال بناء المسالك الطرقية بجماعة أديس المبرمجة في إطار برنامج التأهيل الترابي، بغلاف مالي يقدر ب4،1 مليون درهم وبناء ثلاث منشآت فنية بالإقليم بغلاف مالي يناهز 50 مليون درهم. كما تم بدء أشغال توسيع وتقوية مقطع طرقي على الطريق الوطنية رقم 12 الرابطة بين طاطا وأقا على طول 2،52 كلم بغلاف مالي يقدر ب6،27 مليون درهم. وبدء إنجاز مطار بإقليم طاطا في إطار اتفاقية تعاون بين ديوان ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ووزارة التجهيز والنقل باستثمار إجمالي يصل إلى 101 مليون درهم. وتروم هذه المشاريع تقوية البنيات التحتية في المنطقة وفك العزلة عن بعض الدواوير وتسهيل حركة المرور وتقليص المدد الزمنية للتنقل وتنشيط الحركة التجارية بالإقليم. وللنهوض بالقطاع الفلاحي، تم رصد استثمارات مالية تقدر بحوالي 153 مليون و741 ألف درهم لإنجاز ثلاثة مشاريع في إطار مخطط المغرب الأخضر بالجماعة الحضرية فم زكيد (إقليم طاطا). ويتوزع الغلاف المالي بين مشروع تكثيف النخيل بواحة اقا ايغان خلال السنة الجارية (15 مليون درهم) ومشروع تنمية النخيل بفم زكيد في أفق 2016 (93 مليون و979 ألف درهم) وتنمية النخيل بجماعتي الوكوم واقا ايغان في أفق سنة 2017 (44 مليون 762 ألف درهم). ويهم مشروع تنمية النخيل بواحة أقا ايغان الذي يندرج في أطار برنامج تحدي الألفية مساحة 400 هكتار ويستفيد منه 527 شخص ويشمل بناء 1751 متر من الخطارات وإصلاح 2786 من السواقي وبناء 10 صهاريج وتزويد الفلاحين ب 20 ألف من فسائل النخيل وتنقية الأعشاش وتنظيم خمس لدورات للتكوين والدعم التقني. ويخص مشروع تنمية النخيل بفم زكيد الذي يمتد على مساحة 8000 هكتارا ويستفيد منه 2648 فلاح بالجماعات القروية تليت وتسينت واكينان وبني يعقوب إصلاح أزيد من 37 ألف متر من السواقي وغرس 114 ألف من الفسائل الأنبوبية و57 ألف من الفسائل وتنقية 30 ألف من أعشاش النخيل وبناء وحدتين للتبريد بسعة 120 طن للواحدة وكذا تعليب وتحويل التمور والتأطير التقني للفلاحين. ويشمل مشروع تنمية النخيل بالوكوم وأقا ايغان، الذي يمتد على مساحة 1630 هكتار ويستفيد منه 1176 فلاحا، إصلاح 9800 متر من السواقي وغرس 96 ألف من الفسائل الأنبوبية وتنقية 10 ألف من أعشاش النخيل وتثمين إنتاج التمور عبر بناء وتجهيز وحدة للتبريد بسعة 120 طن بالإضافة إلى التأطير التقني للفلاحين. ومن أجل تغطية الخصاص في المنشآت الشبابية والرياضية والنسوية بإقليم طاطا، أوضح المندوب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة لحسن أيت ناصر أن الوزارة سطرت برنامجا طموحا وواعدا يضمن ديمومة إنجاز مركبات سوسيو- رياضية للقرب المندمج بمختلف جماعات إقليم طاطا،واعتماد بنيات وفضاءات جديدة تكون أكثر قربا وجاذبية وإشعاعا داخل محيطها العام. وأضاف انه تم، في هذا الصدد، برمجة إنجاز جيل جديد من المؤسسات الرياضية برسم سنة 2013 تتمثل في إنجاز ملاعب معشوشبة في إطار اتفاقية شراكة بين الوزارة والمجالس المنتخبة، بغلاف مالي يقدر بأزيد من مليونين و200 ألف درهم. وتم أيضا، بعد استشارة أزيد من 15 ألف شاب وشابة في الملتقى الوطني للشباب، برمجة جيل جديد من المؤسسات الشبابية يطلق عليها «مركز في خدمة الشباب» بتكلفة إجمالية تقدر بستة ملايين درهم. ولم يغب العنصر النسوي عن إستراتيجية الوزارة وحظيت بعناية خاصة من خلال اعتماد فضاء جديد يراعي تطلعاته، وذلك عن طريق برمجة إنجاز مراكز التكوين النسوية في إطار الشراكة بين الوزارة والمجالس المنتخبة بتكلفة مالية تقدر بخمسة ملايين درهم.